واصلت السندات اللبنانية ارتفاعها المستمر منذ ثلاثة أشهر الخميس، بعد أن انتخب البرلمان رئيسا جديدا للبلاد لأول مرة منذ 2022.
وانتخب مجلس النواب اللبناني قائد الجيش العماد جوزاف عون بعد 12 محاولة سابقة لم تفلح في اختيار رئيس. وتعزز الخطوة الآمال في أن يتمكن لبنان أخيرا من البدء في معالجة أزماته الاقتصادية.
وزادت قيمة سندات لبنان إلى ثلاثة أمثالها تقريبا منذ أيلول، عندما أضعف الصراع مع إسرائيل جماعة حزب الله التي كانت تعد عقبة أمام تجاوز الأزمة السياسية في البلاد.
وصعدت معظم السندات الدولية للبنان المتعذر سدادها منذ 2020 بعد الإعلان عن فوز عون لترتفع بنحو 1.3 سنت خلال اليوم لتزيد قليلا عن 16 سنتا للدولار مع تراجع التداول المحلي.
وسجلت سندات لبنان ارتفاعا بشكل يومي تقريبا منذ أواخر كانون الأول؛ لكنها تظل ضمن أقل السندات الحكومية سعرا في العالم، وهو ما يعكس حجم الصعوبات التي يواجهها اقتصاد البلاد.
ووصف أحد حاملي السندات انتخاب عون بأنه “تطور إيجابي جدا” في السياق الأوسع لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وسقوط بشار الأسد في سوريا، والدعم القوي للبنان إقليميا ودوليا.
وقال تيد بينكوس من صندوق مانجارت ومقره سويسرا “نتوقع أن يكون تشكيل الحكومة سريعا نسبيا حتى يتمكنوا من البدء في العمل على الإصلاحات من أجل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي”.
وأضاف أنه مع وصول الدعم الاقتصادي من السعودية والإمارات وفرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى، فإن “مستقبل لبنان يبدو الآن أكثر إشراقا”.
الطريق إلى التعافي
واطرد ارتفاع سندات لبنان في الأشهر القليلة الماضية، لكنها ظلت من بين أقل السندات الحكومية سعرا في العالم في تجل لحجم الصعوبات التي تواجهها.
ومع استمرار تعافي الاقتصاد اللبناني من الانهيار المالي الحاد الذي يعود إلى عام 2019، يحتاج لبنان بشدة إلى الدعم الدولي لإعادة الإعمار بعد حرب يُقدر البنك الدولي أنها كبدت البلاد خسائر تبلغ نحو 8.5 مليار دولار.
وقال حسنين مالك، المحلل في شركة الأبحاث المالية تيليمر، إن انتخاب عون “خطوة أولى ضرورية على طريق طويل للغاية نحو التعافي”.
ويتعين على عون الآن تعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة يمكنها الاحتفاظ بدعم البرلمان، وإحياء الإصلاحات التي طال انتظارها ومساعدة لبنان في تأمين الدعم المالي الدولي.
ومن ناحية أخرى؛ أظهر التصويت في البرلمان أنه على الرغم من ضعف القدرات العسكرية لحزب الله فإنه لا يزال قوة سياسية رئيسية في لبنان.
ولم يحصل عون البالغ من العمر 61 عاما على الدعم اللازم لاختياره رئيسا للبلاد في الجولة الأولى من التصويت في البرلمان الخميس، لكنه حصل على عدد كاف من الأصوات في الجولة الثانية بعد اجتماع مع نواب من حزب الله وحركة أمل.
وقال مالك “هذا يمثل خطرا كبيرا مستمرا على أي رئيس وزراء وحكومة جديدين، إذ سيتطلب الأمر الحفاظ على ثقة الأغلبية في البرلمان”.
رويترز
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=49912