المؤثر الاخباري- المهندسة رنا الحجايا من بلدة الحسا في محافظة الطفيلة، وهي إحدى القيادات المجتمعية الناجحة، والتي حققت إنجازات مميزة في مجال العمل البلدي واستطاعت أن تجمع ست بلديات من البادي الجنوبية باتحاد واحد .
وتحدثت الحجايا عن إنجازاتها المتمثلة بتسلمها رئاسة بلدية لدورتين متتاليتين، وعضوة لعدة سنوات في مجلس المحافظة، وأسست أول اتحاد بلديات بالمملكة عام 2006 مع 6 بلديات من البادية الجنوبية، اضافة الى أنها ناشطة اجتماعية ساهمت بإنشاء أول جمعية نسوية في لواء الحسا، وعملت على إطلاق مبادرة نسوية تدعى “النساء الرياديات” عام 2006 ، وهي كاتبة وعضوة في تجمع لجان المرأة واللجنة الوطنية لشؤون المرأة .
وقالت إن تجربتها في العمل البلدي والشأن العام شكل اللبنة الأساسية في تطورها وهو أحد أهم الأبواب للانخراط بشكل أكبر في الحياة السياسية.
وأضافت، الحجايا الحاصلة على شهادة الماجستير بهندسة المياه والبيئة، والبكالوريوس في الهندسة المدنية والدبلوم المتخصص في شؤون اللاجئين، “أنا عملت مستشارة لمشاريع دولية في مجال البلديات و الحكم المحلي، وخبيرة في البيئة و التنمية المجتمعية”.
وقالت “لقد علمتني تجربة رئاسة البلدية والعمل العام، إن خدمة المجتمع المحلي والاشتباك اليومي مع قضايا الناس ومساعدتهم في حلها، والسعي لإنشاء المشاريع والبرامج التي تعمل على تنمية وتطوير المجتمعات المحلية هي التي تبني جسور الثقة بين من يتولى المنصب العام والناس”.
وترى الحسا، أن اشتغالها في الشأن العام على مدى العديد من السنوات الماضية، أثبت لها أن الكوتا المخصصة للمرأة والفرص التي توفرها الدولة لحضور النساء في المشهد السياسي العام، وخاصة التشريعات التي تم إقرارها عام 2022، يجب الاستفادة منها ليكون لها دور في الساحة السياسية والمشهد العام .
وأشارت الى دور والدتها التي كانت عضو مجلس بلدي في بلدية الحسا في مطلع التسعينات من القرن الماضي ونجاحها آنذاك في فتح صف لمحو الأمية وتعليم اللغة العربية لسيدات البلدة، ولم تنس دور والدها النقابي العمالي الذي كان على اشتباك يومي مع قضايا ومطالب الناس.
وتشير إلى أنه عام 2003 تم دمج البلديات، ليصبح عددها 99، وأجريت حينها الانتخابات وترشحت فيها حوالي 46 امرأة، فاز منهن 5 نساء فقط، وتم تعيين 98 امرأة وذلك لضمان وجود عضو نسائي واحد على الأقل في كل بلدية، كما تم تعيين رئيسة بلدية واحدة فقط، وكنت حينها الوحيدة التي انفردت بالتعيين وقتها كرئيسة بلدية لمنطقة الحسا.
وعن تجربتها في التعيين، تقول الحجايا، ” إن ذلك ساهم بمنحها الفرصة لتحفيز قدراتها الكامنة في بناء جسور الثقة مع أبناء مجتمعها المحلي من خلال محاربتها للترهل الإداري في البلدية وقتذاك، وحرصها على تقديم الخدمات والمحافظة على نظافة البيئة المحلية، وهذا منحني الثقة والشجاعة لخوض معركة انتخابات رئاسة بلدية الحسا عام 2007 والظفر بها”.
وفيما يتعلق بمسار التحديث السياسي وحزمة التشريعات المنبثقة عنه التي تم إقرارها عام 2022، دعت الحجايا النساء الى تعزيز حضورهن في المشهد السياسي كما ونوعا، وتوظيف ذلك المناخ الديمقراطي الإيجابي للوصول إلى مواقع صنع القرار.
ورأت الحجايا أن البعد الاقتصادي يشكل تحديا كبيرا أمام مشاركة أوسع للنساء في الشأن السياسي والشأن العام وكيف يمكن تجاوزها، ومع هذا فأن قانون الانتخاب أصبح يسهل الفوز بالرغم من قلة الأصوات لبعض المناطق؛ لذلك فإن تطوير العمل النسوي يتطلب أمرين اثنين هما التمكين والآخر التعميم أو الدمج وهو باعتقادي الأهم؛ فالتمكين قائم على التدريب و تطوير المهارات، بينما التعميم والدمج يعني المشاركة والتفاعل وهذا أكثر تأثيرا من مجرد التمكين؛ فالمرأة بحاجه إلى كل الجهود في كل القطاعات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=4520