قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الأربعاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، يؤمن بأن حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز أمور مهمة في الحرم الجامعي.
جاء هذا التعليق بينما تنتشر احتجاجات على أفعال إسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني داخل جامعات أميركية.
جامعة كولومبيا تمدد موعدا نهائيا بشأن خيام غزة واحتجاجات أخرى تتحول للعنف
هدأ التوتر على ما يبدو في جامعة كولومبيا الأربعاء، بعد أن مددت الجامعة الموعد النهائي للطلاب لإزالة مخيم أقيم للاحتجاج على التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة في حين اندلعت أعمال عنف داخل جامعات أخرى عندما فرقت الشرطة احتجاجات مماثلة.
وفي جامعة ساذرن كاليفورنيا في لوس انجليس، اشتبكت الشرطة مع محتجين وألقت القبض على شخص واحد على الأقل قبل أن يحاصر المحتجون السيارة التي كان محتجزا فيها وهم يهتفون “دعه يذهب” و”عار عليك”.
وذكرت تقارير إعلامية أن قوات مكافحة الشغب دخلت حرم جامعة تكساس في أوستن حيث فرقت المحتجين المؤيدين للفلسطينيين والمشاركين في احتجاج آخر مضاد. وذكرت صحيفة تكساس تريبيون أن الشرطة ألقت القبض على 10 محتجين على الأقل.
وشهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة الأربعاء، شهدت نصب مخيمات منها جامعة براون في مدينة بروفيدنس، وجامعة ميشيغان في مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.
وقالت إدارة جامعة كولومبيا إنها مددت الموعد النهائي الذي كان محددا بمنتصف ليل الثلاثاء للتوصل إلى اتفاق مع قادة الطلاب مشيرة إلى إحراز “تقدم كبير” في المحادثات.
وقال ممثلون عن التحالف الطلابي “جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري”، وهو ائتلاف من مجموعات طلابية مؤيدة للفلسطينيين، صباح الأربعاء، إن الجامعة وافقت على تمديد المحادثات حتى الساعة الرابعة من صباح يوم الجمعة على الأقل.
وقال محمود خليل، وهو طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا شارك في المفاوضات، إنه حتى بعد ظهر الأربعاء، لم يجتمع الجانبان لاستئناف المفاوضات.
وقالت الجامعة الأربعاء، إن طلابها وافقوا على إزالة “عدد كبير” من عشرات الخيام التي نصبوها في حرم الجامعة في مانهاتن.
لكن لم يذكر بيان الطلاب شيئا عن اتفاق لتفكيك الخيام وبدا أن عددا قليلا فقط أزيل ظهر الأربعاء.
وذكر البيان أن المحادثات تعثرت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، بعد أن هددت إدارة جامعة كولومبيا بالسماح لشرطة نيويورك أو الحرس الوطني بمداهمة المخيم لكنها سرعان ما تراجعت عن ذلك وقدمت تعهدا مكتوبا بسحب التهديد.
واعتقلت شرطة نيويورك الجمعة، أكثر من 100 متظاهر في المخيم في خطوة غير معتادة أثارت بعضا من أعضاء هيئة التدريس. وجرى وقف الطلاب عن الدراسة وتفكيك الخيام لكن طلابا آخرين نصبوا منذ ذلك الحين أكثر من مئة خيمة.
وقالت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق في وقت متأخر من الثلاثاء، قبل الاتفاق على تمديد الموعد النهائي للمفاوضات إن “المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أفراد مجتمعنا… من الضروري أن نمضي قدما في خطة تفكيكه”.
وتعرضت شفيق لانتقادات من بعض الجهات المانحة البارزة للجامعات ومجموعات الخريجين وأعضاء في الكونغرس الأميركي معظمهم من الجمهوريين. وطالبها بعضهم بالاستقالة لعدم قدرتها على إنهاء الاحتجاج واصفين المخيم بأنه معاد للسامية.
وأضاف رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون اسمه إلى قائمة المطالبين باستقالة شفيق، وقال إنه سيسافر إلى مانهاتن في وقت لاحق للقاء مع الطلاب اليهود الذين يدرسون في جامعة كولومبيا.
وتعهد المحتجون بمواصلة الاحتجاج حتى توافق الجامعة على الكشف عن أي استثمارات مالية قد تدعم الحرب في غزة وسحبها والعفو عن الطلاب الذين منعوا من الحضور للجامعة بعد المشاركة في المظاهرات.
أوقفوا تسليح إسرائيل
تجمع آلاف المتظاهرين حول لافتة كتب عليها “أوقفوا تسليح إسرائيل” لينضموا إلى جماعتين مدافعتين عن السلام بقيادة يهود في بروكلين بنيويورك للمشاركة في الاحتجاج تزامنا مع عيد الفصح.
وقال المنظمون إنهم استلهموا المظاهرة التي نظمت مساء الثلاثاء، من العلاقات التي أقيمت بين المنظمين اليهود ونشطاء الحقوق المدنية الأميركيين من أصل أفريقي لعقد “عشاء الحرية” الذي جمع أصحاب الديانات متعددة الأعراق في الذكرى الأولى لاغتيال مارتن لوثر كينج عام 1968 مع احتدام حرب فيتنام.
أقامت هذا الحدث منظمة (أصوات يهودية من أجل السلام) ذات الميول اليسارية وحركة (إن لم يكن الآن).
وقالت ستيفاني فوكس المديرة التنفيذية لمنظمة أصوات يهودية من أجل السلام “إن عيد الفصح هو قصة تحررنا، وقد أُمرنا أن نرويها كل عام. نأخذ صلواتنا وطقوسنا ومشاعرنا إلى الشوارع”.
وجاءت فوكس من سياتل لتنظيم الحدث في جراند أرمي بلازا.
وأضافت فوكس أن عيد الفصح يحث على التفكير في “ما هي قضايا الحرية في يومنا هذا، وليس هناك ما هو أبرز مما يحدث للفلسطينيين الآن”.
وحث المتظاهرون في هذا الحدث زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، العضو اليهودي الأعلى منصبا في الكونغرس، على رفض دعم المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وشهد الحدث مشاركة نشطاء شبان وآخرين من كبار السن. كما انضم إليهم يهود سوريون ومغاربة تحدثوا عن ذكريات مشاركة أعيادهم مع جيرانهم المسلمين في الماضي.
وخاطبت الكاتبة البارزة ناعومي كلاين الحشد وعبرت عن تأييدها للموجة الأخيرة من احتجاجات الجامعات الأميركية المطالبة بإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني.
وقالت كلاين إن الهجوم يعد إبادة جماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل.
ووردت تقارير عن اعتقال مئات المتظاهرين الذين أغلقوا شوارع جراند أرمي بلازا في بروكلين.
رقابة على الأنشطة المؤيدة للفلسطينيين
رفع بعض الطلاب الأميركيين في مدرسة جاكسون ريد الثانوية في واشنطن دعوى قضائية الأربعاء، متهمين إدارة المدرسة بفرض رقابة عليهم من خلال حظر الأنشطة المؤيدة للفلسطينيين.
وقالت الدعوى إن الإدارة فرقت في معاملتها مع اتحاد الطلاب العرب، وهو ناد طلابي في المدرسة الثانوية، مقارنة مع المجموعات الأخرى مثل اتحاد الطلاب السود واتحاد الطلاب الآسيويين من خلال فرض قيود على أنشطته.
وجاء في الدعوى القضائية أنه “في الأشهر الأربعة الماضية، كان الاتحاد وأعضاؤه يحاولون الانخراط في أنشطة للتعبير عن آرائهم في المدرسة الثانوية بعرض فيلم وثائقي ووضع الملصقات وتوزيع كتب وتقديم برنامج ثقافي، لكن إدارة المدرسة منعتهم في كل مرة”.
ولم تستجب المدرسة لطلب للتعليق.
وأقام الدعوى اتحاد الحريات المدنية الأميركي. وحثت الشكوى المحكمة على أن تطلب من المدرسة السماح للطلاب بممارسة أنشطتهم قبل السابع من حزيران، وهو آخر يوم في العام الدراسي لطلاب السنة الأخيرة.
وتضيف الدعوى “لقد تم قمع خطابهم لأن المدرسة لا تريد سماع وجهة نظرهم المتعلقة بالحرب المستمرة في غزة وآثارها على الشعب الفلسطيني”.
وأثارت حرب غزة خطابا متصاعدا ومظاهرات رفضا للحرب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، أبرز حلفاء إسرائيل.
ولاحظت الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان ارتفاع الكراهية والتحيز ضد العرب والفلسطينيين وكذلك اليهود في الولايات المتحدة.
وفي تشرين الأول، قُتل طفل أميركي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر ستة أعوام بعدما طعنه رجل في ولاية إلينوي. كما تعرض ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني لإطلاق نار في تشرين الثاني في ولاية فيرمونت، وتعرض أميركي من أصل فلسطيني للطعن في تكساس في شباط.
واستشهد في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أكثر من 34 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، مما أدى إلى نزوح جميع السكان تقريبا وانتشار الجوع وسط اتهامات بالإبادة الجماعية تنفيها إسرائيل.
غضب إسرائيلي
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعلق على هذه الاحتجاجات، ووصفها بأنها معادية للسامية وشبهها بألمانيا في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي.
وقال نتنياهو في تسجيل مصور إنه يجب إدانة سلوك الطلاب في الجامعات الأميركية ورد فعل بعض الجامعات، ودعا المسؤولين المحليين والفدراليين إلى التدخل.
وفي وقت سابق، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى وقف المظاهرات، وزعم في منشور عبر منصة إكس، أن المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضا تحريض على الإرهاب.
وبدوره، ادعى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في منشور عبر المنصة ذاتها، أن يهود الشتات يعانون حاليا من موجة شديدة من معاداة السامية في المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم.
رويترز
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=38348