دعا خبراء وعاملون في القطاع السياحي، إلى التعاون الحثيث والوثيق والتشاركية بين القطاعين العام والخاص، للمحافظة على الأرقام غير المسبوقة والقياسية التي حققها القطاع خلال العام الحالي، والمتمثلة بارتفاع أعداد الزوار والدخل السياحي.
وبحسب احصائيات وزارة السياحة والآثار، بلغ عدد زوار المملكة خلال الـــــ11 شهرا الماضية حوالي 5.937 مليون زائر، محققة ارتفاعا بنسبة 29.2 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2022، وارتفاعا بنسبة 19.6 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، وبلغ الدخل السياحي نحو 4.894 مليار دينار، محققا ارتفاعا بنسبة 30.5 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2022، وارتفاعا بنسبة 28.8 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر سهيل هلسة، إن الأرقام القياسية في عدد الزوار والدخل السياحي خلال العام الماضي تجاوزت تلك المتحققة في عام 2019 الذي يعد العام الذهبي للقطاع، مؤكدا أهمية الإجراءات والخطط الاستراتيجية للمحافظة على هذه الإنجازات؛ مثل تنفيذ إجراءات السلامة العامة، وتوسيع قاعدة العروض للبرامج السياحية، والاستثمار في التسويق الرقمي والترويج لوجهات جذب سياحي متنوعة.
وأشار إلى أن القطاع السياحي خلال نهاية العام الماضي تأثر بشكل كبير جراء العديد من العوامل؛ مثل العدوان الإسرائيلي على غزة، والأحداث الإقليمية الراهنة، ما يتطلب الأمر استجابة فورية وتعاون مشترك بين القطاع العام والخاص والمؤسسات الدولية للخروج من الأزمة الحالية جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، داعيا إلى دعم الشركات والمنشآت السياحية المتضررة وتقديم حلول تمويلية ومساعدات عاجلة لها، والتركيز على تطوير البنية التحتية السياحية المتضررة.
من جهته، قال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية الناطق باسمها حسين هلالات “إن الأرقام التي حققها القطاع السياحي خلال العام الماضي تستدعي وضع خطة شاملة بين القطاعين الخاص والعام، لتعزيز جذب الاستثمار الأجنبي والمحلي، وتطوير البنية التحتية للمواقع السياحية والأثرية كافة، وتوفير الدعم اللازم لتدريب الأيدي العاملة الأردنية.
ولفت إلى ضرورة تعديل القوانين والأنظمة والتشريعات للتسهيل على المستثمر، وتخفيض الضريبة لأثرها السلبي على العائد من الاستثمار، وتوفير حوافز اقتصادية وتخفيض الرسوم والضرائب للمساهمة في الحد من الخسائر التي يتكبدها القطاع جراء الأوضاع الراهنة.
وطالب باستقطاب أسواق سياحية جديدة وفتح اسواق مثل الصين، والهند، وماليزيا، وجنوب افريقيا، واندونيسيا، بالإضافة إلى تنفيذ برامج مشتركة مع دول الجوار، وتنشيط ورفع ميزانية هيئة تنشيط السياحة، وارجاع نسبة بدل الخدمة 10 بالمئة كما كانت سابقا للمحافظة على العاملين في القطاع، وتقديم أفضل خدمة لضيوف المملكة، وتوفير بيئة مالية تشجع على البقاء والاستمرار في تقديم الخدمات، وإحياء فكرة صندوق مخاطر للقطاع الفندقي بشكل خاص والقطاع السياحي بشكل عام.
وأكد هلالات، ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأجيل الأقساط الشهرية المتحققة على المنشآت الفندقية، نظرا لعدم إمكانية توريدها للبنوك في الوقت الحالي،
للخروج من الأزمة التي يعيشها القطاع جراء العدوان على غزة والظروف الاستثنائية التي يمر بها، وإعادة النظر في معدلات الفائدة على القروض وتخفيضها.
وأشار إلى أهمية تقديم الدعم للقطاع من خلال تقديم قروض بفوائد منخفضة خلال هذه الفترة، ووضع حلول شاملة تتضمن تخفيض الضرائب والرسوم، وإعفاء الفنادق من رسوم الرخص، وتقليل تكاليف التشغيل.
عضو مجلس إدارة جمعية السياحة الوافدة والناطق باسمها نبيه ريال، قال إن الأرقام والاحصائيات لعام 2023 ممتازة جداً، لكن في الربع الأخير من العام بدأت الأرقام بالتناقص جراء العدوان على غزة، وكان هناك إلغاء للحجوزات بنسب كبيرة، حيث تراوحت نسب الإلغاءات في تشرين الأول الماضي بين 30-35 بالمئة، وتشرين الثاني الماضي بين 60-65 بالمئة، وكانون الأول تراوحت بين 85-90 بالمئة.
وبين أن الحجوزات توقفت تماما منذ بدء أحداث غزة، ولم تتلق شركات السياحة الوافدة أي حجوزات جديدة لعام 2024، داعيا إلى تنفيذ حملات تسويقية في الأسواق كافة، ولا سيما الأوروبية، وإرسال رسائل تعكس الوضع الآمن في المملكة، والتركيز في الحملة على تنوع المنتج السياحي الأردني، لافتاً الى أن هذه الرسائل يجب أن تصل إلى الجمهور والسياح أنفسهم من خلال التسويق الإلكتروني والمؤثرين والشخصيات البارزة والمشاهير في المجتمعات من فنانين ورياضيين، وعمل لوحات إعلانية في المدن الأوروبية.
وأشار إلى ضرورة إطلاق برامج تسويقية منخفضة التكاليف تتشارك بها معظم القطاعات ومقدمو الخدمات بهدف تشجيع السياح على القدوم إلى المملكة، ومنافسة دول المنطقة، بالإضافة إلى تخفيض رسوم دخول المواقع السياحية، وعمل خصومات من الفنادق ومقدمي الخدمات، وتخفيض أسعار رحلات الطيران إلى المملكة.
وأكد ريال، أهمية دعم الشركات السياحية والمحافظة على ديمومتها وموظفيها لحين تعافي القطاع.
من جهته، أكد استاذ كلية السياحة والفندقة بالجامعة الأردنية/ فرع العقبة الدكتور ابراهيم بظاظو، ضرورة تسويق المملكة كوجهة سياحية مستقلة، ولا سيما أن الأردن يعتمد بشكل مباشر في عملية التسويق للمنتج السياحي على دول الجوار، وعلى السياح القادمين ضمن برامج سياحية من دول الجوار.
–(بترا)
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=31773