أ.د ابراهيم بظاظو استاذ الجغرافيا السياحية في الجامعة الأردنية فرع العقبة
يعد النقل السياحي من أهم مقومات تشجيع السياحة وتطويرها في الأردن، فعملية بناء منظومة نقل سياحي متطور تسهم في تشجيع الوصول السهل والميسر للمواقع السياحية، وسهولة التعرف على كافة مقومات المواقع السياحية والأثرية المنتشرة في كافة بقاع الأردن، ويعد النقل بالقطارات واحد من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها تشجيع السياحة الداخلية؛ لما يسهم في تنشيبط حجم الحركة السياحية، وما يرافقها من تطور ونمو المنتج السياحي، وتشغيل الأيدي العاملة والقضاء على البطالة، وتوفير فرص مواتية لتنمية المناطق الهامشية في الكثير من المواقع التي تعد بأمس الحاجة للنمو والتطور.
لم تصل فكرة ربط المواقع السياحية في الأردن باستخدام القطارات إلى مرحلة النضج، على الرغم من توفر كافة المقومات، وعلى رأسها توفر خطة سكة حديد الحجاز، والذي يمكن أن يتم استثماره سياحياً لربط المناطق السياحية من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب، كما أن فكرة استخدام القطارات في النقل السياحي تعد من أقل وسائل النقل تكلفة، إلى جانب أنها تحقق قيمة مضافة عالية، وتسهم في دفع عجلة التنمية السياحية الداخلية التي تعد صمام آمن للسياحة الأردنية، ومن جانب آخر يفضل المواطن الأردني استخدام العربات البخارية للقطارات في عملية الزيارات السياحية؛ بسبب عدم توفر هذا النوع من وسائل النقل في الأردن على الرغم من قيام الكثير من دول العالم باستخدام هذا النوع من وسائل النقل في صناعة السياحة.
لقد حان الوقت للبدء فعلياً باستخدام القطارات في النقل السياحي في الأردن، والبدء فوراً بالتفكير بوضع النقل بالقطارات على خارطة السياحة الأردنبة المحلية، إلى جانب حركة السياحة الإقليمية من خلال توفير شبكة نقل سياحي متطورة بالقطارات مع المملكة العربية السعودية، وربط اقليم نيوم شمال غرب السعودية مع اقليم المثلث الذهبي في جنوب الأردن إلى جانب ربط المناطق الشرقية من البادية الأردنية مع مراكز المدن الرئيسية، لتوفير كافة متطلبات صناعة السياحة العصرية وتنويع المنتج السياحي الأردني، وتقليل تكاليف الرحلات السياحية في الأردن.
يجب البدء بإطلاق “القطارات السياحية” فوراً والعمل على تمكين القطاع الخاص للقيام بدوره في تشجيع هذا النوع من الاستثمار، من خلال تقديم أفضل الخدمات السياحية، والعمل على تجهيز القطارات بحمامات وصالات رياضية، وخدمات مطاعم المأكولات والمشروبات وغرف الترفيه، مما يساعد الزوار على التمتع بتجربة جيدة وجديدة في السفر، فكثير من المواقع السياحية في الأردن تتمتع بمقومات كبيرة متمثلة بالموارد الطبيعية الغنية والمناظر الطبيعية الرائعة، إلا أن التنمية السياحية هنا تعطلت منذ فترة طويلة بسبب ضعف النقل وارتفاع الأسعار.
نشير هنا إلى أهمية إقامة متحف للسكة الحديدية مما يوفردفعة قوية للمنتج السياحي الأردني، ويضع العديد من المواقع السياحية على طول امتداد خط سكة حديد الحجاز على خارطة الأردن السياحية كمركز جذب سياحي، مما يحتم على هيئة تنشيط السياحة بوضع خطة لترويج وتسويق خط الحديد الحجازي الأردني ومتحفه، مما يسهم في خلق قيمة مضافة للمنتج السياحي الأردني.
أصبحت القطارات السياحية في الكثير من الدول في الوقت الراهن تعتبر من أعظم روافد الاقتصاد السياحي للدول وبقطارات حديثة وخدمات أكثر رقيا وحداثه وراحه للسياح، وعدم هدر الوقت وارهاق المواطن بالسير لساعات طويله مملة جدا، لذا يعد تطوير القطارات السياحية في الأردن ليس ترفاً وإنما أحد أهم مقومات صناعة السياحة في الأردن، حيث أن هذا النوع من السياحة يسهم في زيادة حصة الأردن في مجال السياحة الميسرة لذوي الإعاقة وكبار السن والمرضى إلى جانب تعظيم السياحة الداخلية، من خلال توفير مسارات سياحية للقطارات السياحية تشمل زيارة العديد من المواقع التراثية والأثرية ويمكن بنفس الوقت وضع مسارات سياحية باستخدام القطارات البخارية ضمن مسارات الثورة العربية الكبرى التي تمتد ضمن مناطق سياحية بغاية الروعة والجمال، مما يعزز روح التواصل بين الماضي والحاضر.
من هنا نستطيع القول أن النقل السياحي باستخدام القطارات يسهم في الخروج من النمط التقليدي في السياحة، لأن السائح سيختبر تفاصيل جديدة في رحلات لا تخلو من التشويق، من خلال التعرف إلى المناطق الطبيعية من جهة، والآثار غير المكتشفة من جهة أخرى، فالرحلات عبر القطارات باتت سياحة قائمة بحد ذاتها، خاصة أن تكاليفها منخفضة مقارنة مع أي نوع آخر أو نمط سياحي معتاد، لذا يجب الاستعداد للموسم السياحي في الصيف وخلق أنماط سياحية في الأردن تشمل العيش ضمن تجربة مثيرة للأسرة الأردنية لعيش أجمل اللحظات برفقة العائلة والتنقل عن طريق قطار مميز فريد من نوعه يحمل معه مواصفات تعد بمثابة عطلة للاسترخاء.
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=1513