عقدت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، الأحد، ورشة عمل حول توسيع نطاق استخدام الطاقة الحرارية الأرضية السطحية للتدفئة والتبريد في الأردن، بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، وبالشراكة مع الحكومة الهولندية.
وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة في كلمة له خلال افتتاح الورشة، إن الأردن حقق نجاحا كبيرا في استغلال مصادر الطاقة المتجددة، ويسعى إلى تنويع هذه المصادر بالنظر إلى الطاقة الحرارية الجوفية لمساعدتنا في تحقيق هدفنا في مؤشر كثافة استخدام الطاقة المرتفع بالأساس، ولكن بالمقابل فإن فاتورة الطاقة مرتفعة؛ لذا فإن التفكير في هذا النوع من الطاقة يعتبر أمرا مجديا.
ولفت النظر إلى أن الطاقة الحرارية الأرضية لأغراض التدفئة والتبريد مستخدمة بشكل تجاري في بلدان عديدة، ولكنها لا تزال غير مستغلة في الأردن، وفي الوقت الذي تستهلك فيه التدفئة والتبريد جزءًا كبيرًا من الطاقة في القطاعات المنزلية والصحية والسياحية في الأردن، فالأمر يستدعي منا النظر في أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية السطحية كتقنية مجربة لتلبية الطلب على التدفئة والتبريد لمختلف أنواع المرافق، وهذا يساهم في تسريع تحول الأردن إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز أمن الطاقة، والوفاء بالتزاماته المتعلقة بالعمل المناخي والانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون، وتقليل الانبعاثات.
وشكر الخرابشة مؤسسة التمويل الدولية على مبادرتها في تشجيع استخدام الطاقة الحرارية الأرضية ودعم العمل الجماعي لتعزيز الحوار حول الفرص والتحديات المحتملة لذلك، وعملها في مساعدة الدول في الإيفاء بالتزاماتها وتخفيض درجة حرارة الأرض.
ويرى المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان/ خواجا أفتاب أحمد، أن استخدام الطاقة الحرارية الأرضية السطحية يعتبرحلا فعالا ومستداما للطاقة في التدفئة والتبريد في الأردن ولإمكانياتها في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وإزالة الكربون، وباعتبارها تقنية مجربة ومستخدمة في المنازل الفردية أو الأحياء ومناطق بأكملها، لافتا النظر إلى أن نصف إجمالي استهلاك الطاقة في جميع أنحاء العالم تذهب لتوفير التدفئة والتبريد للمباني، ويتم توليد غالبية هذه الطاقة من الوقود الأحفوري، ولتحقيق هدف إزالة الكربون، يجب زيادة تقنيات التدفئة والتبريد النظيفة من 20% إلى 50% بحلول عام 2030.
وأضاف أن المبادرة مهمة للأردن لما يواجهه من مخاطر في تغير المناخ، إضافة إلى أنه واحد من أكثر بلدان العالم معاناة من الشح المائي، ورغم ذلك فقد برز الأردن كقائد إقليمي في العمل المناخي، وقطع خطوات كبيرة في سياساته وتشريعاته والتزاماته المناخية، واليوم، يأتي نحو ثلث الكهرباء في الأردن من مصادر متجددة، مع خطط وتطلعات الدولة لزيادتها بحلول عام 2030، لافتا النظر إلى ريادة الأردن في مجال التنمية المستدامة؛ الأمر الذي تشهده مؤسسة التمويل الدولية، بشكل مباشر مراراً وتكراراً.
وأشاد المدير الإقليمي للمؤسسة بالحكومة الأردنية، ووزارة الطاقة والثروة المعدنية، لالتزامها بأجندة المناخ، معربا عن تقديره لمملكة هولندا، على دعمها للمبادرة من خلال برنامج تنمية القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقدم المشاركون في الورشة لمحة حول تقنيات تكنولوجيا الطاقة الحرارية الأرضية ومخاطر استخدامها، والخطط والسياسات الفاعلة في الاستخدام وأدوات التمويل وعرض تجربة الاتحاد الأوروبي/ألمانيا وسويسرا، وعرض تجربة المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا من الأردن.
مؤسسة التمويل الدولية أطلقت مبادرة توسيع نطاق الطاقة الحرارية الأرضية السطحية لأغراض التدفئة والتبريد في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وتركيا وباكستأن؛ بهدف بدء الحوار مع أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص والتوصل لفهم أفضل لفرص السوق والعوائق التي تحول دون توسيع استخدام الطاقة الحرارية الأرضية السطحية في كل بلد. وتقدم المؤسسة خدماتها الاستشارية والاستثمارية والخبرات العالمية ودراسات حالة ذات صلة بالمبادرة، كما تقدم المساعدة الفنية وبناء القدرات لتحديد فرص المشروع.
المملكة
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=35888