لوحدة “نيتسح يهودا” الأرثوذكسية المتطرفة الإسرائيلية، والتي من المرجح أن تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة، تاريخ طويل من التجاوزات والإفلات من العقاب.
تأسست الوحدة عام 1999 لتشجيع الشباب من اليهود المتشدّدين أو “الحريديم” على الانضمام إلى الجيش بعد ضمان أنهم سيخدمون بما يتماشى مع معتقداتهم المتعلقة بالطعام ومشاركة النساء في الخدمة العسكرية والصلاة ودراسة التوراة.
منذ قيامها عام 1948، أعفت إسرائيل اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، التي كانت إلزامية بالنسبة لمعظم الشباب الإسرائيليين الآخرين.
وتواجه إسرائيل منذ هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر انتقادات متزايدة في هذا الصدد.
يقول ديفيد خلفا من مؤسسة جان جوريس البحثية الفرنسية إن الوحدة اجتذبت بشكل رئيسي الشباب الأرثوذكس المتطرفين “الذين يرون في الجيش وسيلة للاندماج في المجتمع الإسرائيلي وكسب لقمة العيش والقوميين المتدينين المتطرفين الذين لديهم عداء قوي تجاه العرب”.
ويضيف لوكالة فرانس برس “تميزت الوحدة بتوجه أيديولوجي واجتماعي قوي، واكتسبت سمعة سيئة”.
تركز انتشار الوحدة حتى عام 2022 في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وحيث يعيش نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي بين ثلاثة ملايين فلسطيني.
ويقول خلفا إن “قسما كبيرا من جنود الوحدة ولدوا ونشأوا في الضفة الغربية، وهم مستوطنون من الجيلين الثاني والثالث”.
ويلاحظ أن “عددا كبيرا منهم، وليس الكل، ارتكب انتهاكات ولم يفرض الجيش أي عقوبات تقريبا” عليهم بسبب ضغوط مارستها الأحزاب اليهودية المتشددة النافذة.
“ارتباط أيديولوجي واضح”
برزت وحدة “نيتسح يهودا” في كانون الثاني/ يناير 2022 بعد مقتل الأميركي من أصل فلسطيني عمر أسعد (78 عاما) على يد عناصرها.
حينها، بقي أسعد مكمما ومعصوب العينين ومقيّد اليدين وملقى على الأرض لأكثر من ساعة في ليلة شتوية شديدة البرودة.
وفي وقت لاحق من العام ذاته أوعزت وزارة الخارجية الأميركية إلى موظفي السفارة في إسرائيل بالتحقيق في وفاة أسعد في خطوة سلطت الضوء على انتهاكات الوحدة الإسرائيلية.
لاحقا، تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية إلى حوادث مماثلة شملت ضربا لفلسطينيين أو هجمات على البدو في إسرائيل مرتبطة بالوحدة التي لم يطبق عليها العقاب.
ومن بين ما ورد في وسائل الإعلام ما ذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست” عن سماح جنود الوحدة لمستوطنين في الضفة الغربية بمهاجمة فلسطينيين.
وأدانت صحيفة هآرتس اليسارية “الارتباط الأيديولوجي الواضح بين سكان المستوطنات والبؤر الاستيطانية العشوائية غير القانونية وجنود نيتسح يهودا”.
ويرجح خلفا أن يكون “هناك نقاشات حية داخل الجيش” حول “نيتسح يهودا” إذ يرى البعض أن “من الخطير بالنسبة للجيش أن يجمع هذا العدد الكبير من الشباب الذين يتقاسمون الأيديولوجية القومية نفسها”.
أواخر عام 2022 تم نقل الوحدة إلى هضبة الجولان قرب الحدود السورية بناء على طلب واشنطن، لكنها عاودت نشاطها في الضفة الغربية بعد الحرب على قطاع غزة.
وبحسب خلفا “اضطر الجيش إلى تعبئة هذه الوحدة في الضفة الغربية، وهو ما أدى إلى ظهور بعض المشاكل السلوكية”.
ويضيف “ما يدفع الولايات المتحدة إلى التفكير في فرض عقوبات على نيتسح يهودا هو الشعور بالإفلات من العقاب” الذي تستفيد منه الوحدة.
أ ف ب
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=38304