على الرغم من أن (إكس) ليس وباء أو فيروسًا أو مرضا حقيقيا مدرجا في سلسلة الأوبئة والأمراض السارية، لكنه يعني حالة افتراضية لوباء قد ينشأ أو يظهر في أي وقت، ما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى حثّ الدول وتحذيرها لإعداد خططها للتجهز له والاستعداد لظهوره، وجاء هذا التحذير بعد انتشار كوفيد 19 وما تسبب به للعالم من أزمات كبيرة.
وجاءت تحذيرات المنظمة الأممية في مؤتمر “دافوس” الدولي الذي عقد أخيرا، بغية التعامل مع مثل هذه السيناريوهات، حيث أدرجت المنظمة “إكس” في قائمة الأوبئة المتوقعة في العالم، بهدف حث الدول على توفير المزيد من الموارد لبحث تلك الأمراض المحتملة وسبل الوقاية منها.
وفي السياق، يقول رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، إنه ليس هناك مرض أو وباء اسمه إكس، لكن ثمة احتمال لظهور أوبئة جديدة، وبالتالي على الدول أن تكون مستعدة وجاهزة للتعامل مع أي فاشية أو مرض أو وباء.
وتابع أن التحذيرات من ظهور أوبئة جديدة هو أمر جيد للتأهب والاستعداد، لافتا إلى أن الأردن، من خلال المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، أعد خطة للتأهب والاستعداد وصلت إلى مراحلها النهائية، حيث سيتم التنسيق مع الجهات الوطنية الأخرى ذات العلاقة وعرضها عليها والنقاش حولها، ومن ثم الإعلان عنها والبدء بالتجهيز لها.
وأشار إلى أن الفيروسات لها مواسم محددة باستثناء فيروس كوفيد 19 الذي أصبحت جميع أيام السنة موسما له، لافتا إلى أننا لا نستطيع أن نسميه بعد بالموسمي، خلافا للإنفلونزا التي تأتي في فصلي الخريف والشتاء.
من جهته، قال استشاري الامراض الصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة، إن اسم (إكس) هو إشارة إلى عدوى غير معروفة حتى الآن، يمكن أن تتسبب في جائحة دولية خطرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتابع الطراونة: “يعود تحذير منظمة الصحة العالمية من ظهور مرض “إكس” (X) إلى عام 2018، وهو مرض تخيلي، وقد ينتقل من أحد أنواع الحيوانات، أو قد يكون مسببًا لأمراض من صنع الإنسان.
وأضاف أن التحذير يهدف إلى التنويه بضرورة الاستعداد لإيجاد علاجات ولقاحات فعالة، في حال انتشار المرض، على غرار ما حصل خلال جائحة كورونا.
وأشار إلى أنه في كل سنة يشارك علماء مع منظمة الصحة العالمية بوضع قائمة لأكثر الأمراض التي يحتمل أن تنتشر وتتحول إلى وباء عالمي.
ومصطلح “إكس” وفقا للطراونة، يشير إلى أنه مرض مجهول حتى الآن، وأنه قد يعني تهديدا مستقبليا محتملا، وذلك بهدف الاستعداد لعدوى قد تحصل في المستقبل من دون أن يكون الأطباء على علم مسبق بها.
وأكد وجوب أن تكون هناك خطة موضوعة ومدروسة للاستجابة السريعة في حالة ظهور أوبئة، ومن ثم هناك بعض المصطلحات تميز احتمالية ظهور بعض الأوبئة مثل الارتفاع المفاجئ في بعض الإصابات في أي مرض معين معروف أو غير معروف، ويسمى (فاشية).
وتابع: “نحن في المنطقة العربية يجب علينا إيجاد تقييم للمخاطر التي قد تهدد المنطقة بأكملها، ومن أهم هذه المخاطر الحرب الدائرة الآن في قطاع غزة”، مشددًا على أن هناك انتشارا كبيرا للأمراض التنفسية “الصدرية”، التي تصيب الجلد والجهاز الهضمي بسبب عدم توفير مصادر المياه والغذاء.
وطالب الطراونة الدول العربية بضرورة احتواء هذه الأزمة، حتى لا يتشكل وباء من هذه الحرب، وينتشر في المنطقة برمتها، كذلك يجب إيصال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الطبية، ومعالجة الجرحى، وهي ضمن الإجراءات التي تمنع وتحد من انتشار الأوبئة.
ويناقش المجتمعون في مدينة دافوس السويسرية، بالتزامن مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي، الاستعدادات الدولية لوباء مستقبلي يمكن أن يتسبب في وفيات أكثر من فيروس كورونا المستجد.
ومن المقرر أن ينضم رئيس المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى جلسة مخصصة للحديث عن “الجهود الجديدة اللازمة لإعداد أنظمة الرعاية الصحية لمواجهة التحديات المتعددة المقبلة”، حتى يكون العالم مستعدا لمرض أكثر فتكا بالبشر.
وتصنف الصحة العالمية وباء “إكس” باعتباره مرضا ذا أولوية في حملاتها للتوعية، بجانب فيروسات كورونا وإيبولا، والحمى النزفية، وماربورغ، وحمى لاسا، وفيروس زيكا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، وأمراض أخرى.
وفي السياق، قال رئيس الرابطة الطبية الدولية “اميم” الدكتور فؤاد عودة إن إكس ليس مرضا أو وباء وإنما هو مرض محتمل حذر منه العالم ويتوقع حدوثه في أي وقت لأسباب منها انتشار الأوبئة، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بالإنفلونزا في العشرين سنة الماضية إلى أعلى درجة في تاريخها، إضافة الى زيادة أعداد السكان المتوقع أن يصل خلال السنوات العشر المقبلة إلى 10 مليارات نسمة.
وأكد عودة أن انتشار الحروب وأنواع الأسلحة المستخدمة فيها قد يكون من أبرز أسباب عودة الأوبئة، وهو ما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى التحذير من التوقعات المقبلة لانتشارها.
وشدد على أن الدول لم تتعلم من التجارب السابقة، ما جعلها تخسر آلاف الضحايا، فضلا عن التأثيرات الأخرى على اقتصاداتها.
وكان العالم النرويجي ومستشار منظمة الصحة العالمية، جون روتنغن، أشار في تقرير نشر العام 2018، إلى أن من المرجح أن يتفشى إكس “بشكل لم نشهده من قبل”.
وتابع: “يبدو أن من الغريب أن نضيف إكس (إلى القائمة)، لكن الهدف هو التأكد من أننا نعد ونخطط بشأن اللقاحات والاختبارات التشخيصية”.
وأشار روتنغن إلى أن هذا الفيروس المفترض قد ينتقل عن طريق الحيوانات إلى البشر، ومن ثم ينتشر ليصبح وباء، بالطريقة نفسها التي حدث بها فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1 عام 2009.
كما يمكن للمرض “إكس” أن ينشأ عن تحور للفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور.
وبالرغم من أن هذا النوع من الفيروسات لا تنتقل سوى بين الحيوانات، إلا أن تحورا في التركيبة الجينية للفيروس قد تجعله قابلا للانتقال إلى البشر.
وهناك إمكانية أخرى لظهور “إكس”، وهي من خلال نوع غير مسبوق من الفيروسات، والذي ينتقل من الحيوانات للبشر.
الغد
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=32604