د. شوقي ابوقوطة
انتهت الانتخابات البرلمانية الأردنية لعام 2024، في العاشر أيلول، باسطةً أمامها فصلًا جديدًا من الحياة السياسية في المملكة. إذ تتميز هذه الانتخابات بزيادة ملحوظة لمشاركة الأحزاب، مما يبرز تحولًا في المشهد السياسي الأردني.
في هذا المقال، سنحلل نتائج الانتخابات، ونستعرض ما تعنيه هذه النتائج بالنسبة للأحزاب وما يمكن أن تقدمه تحت قبة البرلمان.
الأرقام والتغيرات :
تشير الأرقام الصادرة عن الهيئة المستقلة للانتخابات إلى أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بلغت 32.25%، مسجلة ارتفاعًا طفيفًا بنحو درجتين عن انتخابات 2020، حيث كانت 29.9%، وجاء هذا الارتفاع مع زيادة عدد الناخبين الذين خرجوا للإدلاء بأصواتهم، حيث بلغ عدد المقترعين حوالى 1.6 مليون شخص.
الهيمنة الحزبية:
تمكنت الأحزاب من السيطرة على مجلس النواب بحصولها على 104 مقاعد، وهو ما يمثل زيادة هائلة قدرها 92 مقعدًا، مقارنة بالمجلس السابق، الذي لم يكن للأحزاب فيه سوى 12 مقعدًا.
حزب جبهة العمل الإسلامي:
تصدر حزب “جبهة العمل الإسلامي” النتائج، بحصوله على 31 مقعدًا، ما يوضح عودته القوية إلى الساحة السياسية بعد تراجع سابق. حيث يُظهر هذا التقدم قدرة الحزب على التكيف مع التغيرات السياسية والاقتصادية في البلاد.
زيادة تمثيل النساء:
حصلت النساء على 27 مقعدًا، بزيادة قدرها 12 مقعدًا، مقارنة بالمجلس السابق، ما يدل على وجود التزام متزايد تجاه تعزيز حقوق المرأة والمساواة في المشاركة السياسية.
تمثيل الشباب:
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المقترعين من الشباب دون 35 عامًا بلغت 43.5% من إجمالي المقترعين، مما يعكس اهتمام الشباب بقضايا وطنهم ورغبتهم في المشاركة الفعالة في العملية السياسية.
توقعات الأحزاب تحت قبة البرلمان مع هذه النتائج اللافتة، وما الذي يمكن أن نتوقعه من الأحزاب تحت قبة البرلمان؟
تعزيز التعددية السياسية:
يُتوقع أن تعمل الأحزاب على تعزيز التعددية السياسية من خلال تشكيل تحالفات قد تؤدي إلى تشكيل حكومة برلمانية تسهم في تحقيق الاستقرار السياسي.
تشريعات جديدة:
من المرجح أن تركز الأحزاب على صياغة تشريعات جديدة تعالج القضايا الاقتصادية والاجتماعية، مثل مكافحة البطالة وتحسين مستوى المعيشة، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد.
التوجه نحو الإصلاحات:
من المتوقع أن تسعى الأحزاب إلى تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية، بما في ذلك تحسين نظام التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز دور البرلمان في عملية صنع القرار.
مشاركة النساء والشباب:
من الضروري أن تستغل الأحزاب الزخم الذي حققته النساء والشباب في هذه الانتخابات لتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية، والعمل على ضمان حقوقهم وتمكينهم من التأثير على السياسات العامة.
التحديات الإقليمية:
ستواجه الأحزاب تحديات كبيرة مرتبطة بالوضع الإقليمي، مثل القضايا الاقتصادية والنزاعات، ويتطلب ذلك تنسيق الجهود بين الأحزاب لضمان مواجهة هذه التحديات بفعالية.
تُعتبر انتخابات 2024 نقطة تحول في التاريخ السياسي الأردني، حيث تعكس زيادة تمثيل الأحزاب، وتعزيز دور النساء والشباب في العملية السياسية، حيث ينتظر المواطنون بفارغ الصبر رؤية كيف ستتمكن هذه الأحزاب من توظيف هذه النتائج لصالح البلاد تحت قبة البرلمان، وتعزيز مسار الديمقراطية في الأردن.
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=46263