ساهم مرصد طيور العقبة الذي أنشئ في العام 2004 باختيار العقبة ضمن أفضل 100 وجهة في السياحية الخضراء على مستوى العالم والذي يسلط الضوء على أبرز الوجهات والمشاريع السياحية المستدامة بعد أن تقدمت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة لبرنامج الواجهات السياحية الخضراء في العاصمة تاليين بجمهورية أستونيا.
ويعكس المرصد أهمية عالية للبعد البيئي وحماية التنوع الحيوي من جهة، والبعد السياحي المستدام من جهة أخرى، حيث كانت القصة تتمحور في مرصد طيور العقبة بأبعاده البيئية والسياحية والتي أسفرت عن تجاوز المرحلة الأولى -والمتمثلة بخمسة عشر معياراً محكماً- إلى إدراج العقبة ومرصد طيور العقبة ضمن أفضل 100 قصة نجاح عالمية في هذا السياق.
ويعد اختيار مرصد الطيور ضمن 100 واجهة سياحية عالمية إنجازا كبيرا للأردن يعكس تنافسية المدينة السياحية بتنوع منتجها السياحي القائم على عدد من البيئات الطبيعية والاصطناعية وهي مطلب للأسواق السياحية العالمية والتي تفضل رأس البحر الأحمر بتنوعه البحري والتاريخي والبيئي والأثري، لا سيما المرصد والذي يعد محورا تنمويا إضافيا في مدينة العقبة، حيث موقعها الجغرافي المميز الرابط بين أسيا وأوروبا من جهة وأفريقيا من جهة أخرى، مما يجعل منها معبرا لأعداد وأنواع كبيرة جدا من الطيور خلال هجرتها.
وحملت قصة النجاح عنوان “دمج وتأهيل المجتمعات المحلية في قطاع السياحة” و الثانية تركزت على التنوع الحيوي وحماية الطبيعة (مرصد طيور العقبة)، كما تأهلت العقبة ضمن مئة وجهة سياحية تحقق معايير السياحة المستدامة في هذا البرنامج.
وأكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز أهمية مدينة العقبة كوجهة اقتصاديّة وسياحية وبيئية واستثمارية، والسعي لتكون من بين أفضل وأهم 100 مدينة في العالم ضمن مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، مشيرا إلى أن مرصد طيور العقبة يعد أول محطة استراحة اصطناعية تقوم على فكرة تمكين أنشطة التكيف مع تحديات المناخ التي تهدد بيئاتنا وتنوعنا الحيوي من خلال مشروع إعادة استخدام المياه لحماية الطيور وخلق منتج سياحي بيئي متخصص لسياحة مراقبة الطيور التي تعد أبرز أنواع السياحة البيئية الآخذة بالتنامي على مستوى عالمي.
وقال مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة فادي الناصر إن هذا الإنجاز هو شهادة على جهود الجمعية بالتعاون مع شركائها بإدراج مرصد طيور العقبة ضمن أفضل 100 قصة نجاح عالمية في مجال السياحة المستدامة.
وأشار مدير المرصد المهندس فراس رحاحله أنه في خضم تفاعل العالم في سبيل مواجهة التغيرات المناخية، فأن المرصد يعد أحد أبرز نماذج التكيف القائمة على حماية التنوع الحيوي وتنمية الواقع الاقتصادي من خلال إعادة استخدام المياه في إحدى أفقر دول العالم بالموارد المائية.
وأشار إلى أن الموقع الجغرافي المميز للعقبة على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم جعل من البيئات المائية في مرصد الطيور إحدى أهم مناطق استراحة الطيور المهاجرة في الأردن والإقليم على حد سواء، حيث يعد مرصد العقبة آخر استراحة آسيوية للطيور قبل عبور أفريقيا من بوابة العقبة باتجاه سيناء وأول استراحة عند عودتها في ذات المسار.
ورغم المساحة الصغيرة لمرصد الطيور إلا أنه يخدم ما يزيد على مليون طائر سنويا بشكل مباشر مما يجعل له قيمة بيئية عالية الأهمية في حماية النظم الايكولوجية في كوكب الأرض.
وبحسب الرحاحله، فإن الحرص الكبير على هذه القيم البيئية والسياحية المتنامية في مرصد الطيور من قبل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وبالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة قد آل إلى تمكين الجهود التعاونية للنهوض بهذا الموقع المميز وذلك بتوقيع اتفاق تعاوني بين سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة وشركة تطوير العقبة وشركة مياه العقبة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في سبيل رفع سوية مرصد الطيور وذلك بتطوير البنية التحتية والتمكين الفني للوصول إلى مستويات متقدمة في ترسيخ الاستدامة في هذا المنتج الوحيد من نوعه في الأردن ليكون مثالا يحتذى في دمج الأبعاد البيئية والسياحية ولاسيما سياحة مراقبة الطيور على مستوى العالم.
الغد
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=32596