قال تقرير جديد لصندوق النقد الدولي، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة “شكل صدمة جديدة” لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحا أن الحرب “سببت معاناة إنسانية هائلة وفاقمت البيئة الصعبة للاقتصادات المجاورة وخارجها”.
وفي تقرير التوقعات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي وصل “المملكة” نسخة منها، أكد الصندوق أن “التطورات الأخيرة في المنطقة خفضت النمو المتوقع لدول المنطقة للعام الحالي بمقدار 0.5 نقطة مئوية إلى 2.9% (مقارنة بتقريره السابق في تشرين الأول 2023)، مقارنة بالنمو الضعيف بالفعل البالغ 2.0% في عام 2023، مدفوعًا في المقام الأول بالحرب الدائرة في السودان”.
وتوقع الصندوق أن يظل متوسط النمو في البلدان منخفضة الدخل في المنطقة “سلبيا” خلال العام الحالي، مواصلًا الانخفاض الحاد المتوقع في عام 2023، حيث من المتوقع أن يستمر تراجع التضخم في معظم اقتصادات المنطقة، على الرغم من أن ضغوط الأسعار أثبتت استمرارها في بعض الحالات بسبب عوامل خاصة بكل بلد.
ووفق التقرير الذي صدر الأربعاء، أشار الصندوق إلى أن العوامل الرئيسية التي تؤثر على النمو الإقليمي في المنطقة هي تأثير الحرب، تخفيضات إنتاج النفط (حتى مع استمرار النشاط القوي في القطاع غير النفطي في دعم النمو في العديد من البلدان المصدرة للنفط)، ومواصلة وضع السياسات الصارمة الضرورية في العديد من الاقتصادات.
وقال الصندوق إن التوقعات بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “غير واضحة ومؤكدة إلى حد كبير”، موضحا أن المخاطر السلبية تعود إلى الظهور جراء تصاعد التوترات وانتشارها إلى خارج فلسطين، فضلا أن الاضطرابات الكثيفة في البحر الأحمر قد “يكون له تأثير اقتصادي شديد، بما في ذلك على التجارة والسياحة.
وأكد الصندوق أن الاستجابة السياسية المناسبة ستعتمد على مدى تعرض البلدان لتداعيات الحرب، ونقاط الضعف الموجودة مسبقا، والحيز السياسي، حيث ستكون إدارة الأزمات والسياسات الاحترازية حاسمة عندما يكون التأثير حادا، أو عندما تكون المخاطر مرتفعة، وفي أماكن أخرى، ستحتاج البلدان إلى الاستمرار في تحصين المخازن المؤقتة.
ودعا الصندوق إلى أن تظل السياسة النقدية مركزة على استقرار الأسعار، إضافة إلى تصميم السياسة المالية بما يتناسب مع احتياجات البلد والحيز المالي المتاح، موضحا أن الإصلاحات الهيكلية لا تزال بالغة الأهمية لتعزيز النمو وتعزيز القدرة على الصمود على المدى القريب والبعيد.
عالميا، أثبت التعافي من الصدمات التي دامت سنوات عديدة؛ مثل جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا وأزمة تكلفة المعيشة، “صمودا مذهلا”، حيث كان النمو الاقتصادي أقوى من المتوقع في النصف الثاني من عام 2023 في الولايات المتحدة والصين والعديد من اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية الرئيسية.
المملكة
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=33254