المؤثر الإخباري – عدي قاقيش
رمضان شهر الخيرات والأفراح والروحانيات والعبادة، هذا الشهر الذي يختلف عن كل أشهر العام لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ولا يختلف الأردنيون عن باقي المسلمين في استقبال شهر رمضان.
في كل عام يبدأ الاردنيون في الاستعداد للشهر الكريم قبل قدومه والإعلان عن غرة رمضان بعدة اسابيع، حيث تملئ الزينة شوارع المملكة وبيوتها وكل مكان فيها، ويعم الفرح ابتهاجًا بقدوم هذا الزائر الكريم، شهر الخيرات والبركات والصدقات، شهر العبادة والقرآن، هذا الشهر الذي يختلف عن كل شهور العام لدى المسلمين…
والناظر في رمضان لهذا العام، يجد اختلافا كبيرا، فلا مظاهر فرح، ولا استعداد للشهر الكريم؛ من شراء مستلزمات الطعام والشراب، وتحديدا زينة رمضان التي ما تميز هذا الشهر عن غيره، فعند التجول بمحافظات المملكة وشوارعها وحاراتها لا يجد الحركة والنشاط المعتاد مساء، كما يفتقد الناظر لزينة رمضان التي كانت تنتشر في كل مكان!!، ربما تجد ما يضيء هنا وهناك، لكن حتى هذه تكون الأنوار حزينة بنورها الوحيد.
رمضان هذا العام فقد البهجة والسعادة والفرح، إذ يظهر بثوب مختلف عن السنوات السابقة، فلا حضور لزينة رمضان، ولا تجهيزات الطعام والشراب، وكأن رمضان هذا العام يظهر عليه ملامح الحزن الشديد.
غزة!!! نعم هي غزة، ألم وهمُّ كل أردني، حيث لم يستطع الأردنيون أن يفرحوا كما كل رمضان، صعب عليهم الفرح في ظل الألم الحاضر في غزة، لم يستطع الأردنيون من شراء مستلزمات الطعام والشراب المعتاد استعدادًا لهذا الشهر الكريم؛ لم يستطيعوا ولهم إخوة في غزة لا يجدون ما يسد رمقهم، بل؛ إن عدم توفر كسرة الخبز أو شربة من المياه أصبحت سببًا في استشهادهم.
وزينة رمضان؛ التي كانت تظهر فرح وابتهاج الأردنيين في استقبال رمضان، حالها كحال الطعام والشراب، فكيف يزين الأردنيون شوارعهم وأمام محالهم التجارية وعلى شواهد بيوتهم ابتهاجًا واحتفالًا بقدوم رمضان، ولهم إخوة في غزة لا يعرفون معنى الفرح والسعادة، حتى أنهم نسوا ما هو الطعام والشراب؛ كما ويعانون يوميًا من فقدان عزيز وحبيب وقريب.
إبراهيم، صاحب أحد المحلات التجارية التي تتوفر فيها زينة رمضان، شكى من عزوف المواطنين بشكل كبير عن شراء زينة رمضان، وأضاف أن “بيع زينة رمضان هذا العام لا يعادل 10% من مبيعات رمضان السابق، حتى أن العديد من الذين يقومون بشراء زينة رمضان كانوا يقولون على استحياء أنهم يشترونها بسبب أطفالهم فقط”، وعزا إبراهيم سبب هذا العزوف بسبب الأوضاع الجارية في غزة وما يحدث لأهلنا في القطاع من قتل وتدمير من قبل الاحتلال.
وفي سؤالنا لعدد من أصحاب المحال التجارية التي تتوفر فيها زينة رمضان في عدة محافظات، لم تكن الإجابة تختلف عن إجابة إبراهيم، وكأنهم اتفقوا على الإجابة، إلا أن هذه الإجابات ما هي إلا دليل على ما يعانيه الأردنيون مما يجري لإخوانهم في غزة، وأن الأردني يشعر ويتألم كما يشعر أهل غزة وفلسطين.
المواطن (محمد. ص) والذي أبدى غضبه لما يجري في غزة، قال: “كيف لي أن أقوم بشراء زينة لرمضان والاحتفال والاستعداد لرمضان، وفي غزة من لا يجد طعامًا يأكله”.
ولأن ألم غزة هو ألم كل أردني، فإن أغلب من تم سؤالهم عن عدم اقبال الأردنيين على زينة رمضان والاستعداد للشهر الكريم، كانت إجابتهم لا نفرح ولنا أهل في غزة يتألمون، حتى أن العديد من أصحاب المحال التجارية لم يلقوا بالًا لخسارتهم بتوقف مبيعاتهم وتحديدًا لزينة رمضان، إذ اجمعوا بالدعاء لأهل غزة بالنصر والأمن والسلام وانتهاء هذا العدوان على أهلها.
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=36439