المؤثر الإخباري -هيفاء غيث
شهد المعدن الأصفر “الذهب” ارتفاعات حادة وتقلبات مستمرة في السوق العالمي، ما أثار حالة من الترقب والقلق بين المستثمرين والمستهلكين، حيث يعزى هذا الإضطراب في أسعار الذهب إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تلقي بظلالها على الاستقرار المالي العالمي.
وقال أمين سر نقابة تجار الذهب سليم علي ديب، إن الذهب كسلعة حلي ونقد حافظ للقيمة وقابل للإستبدال في اي وقت، وكما يقال عنه “زينة وخزينة” ويستخدم كملاذ آمن في فترات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
واضاف “أن ارتفاع سعر الذهب بدأ بعد فترة الكورونا بسبب اضطرار الحكومة الامريكية الى ضخ كميات كبيرة من الدولارات تعد بالتريليونات ما أدى الى التضخم وارتفاع الأسعار.
وبين الديب، أن الحرب الروسية الاوكرانية ثم حرب غزة وتداعياتها في المنطقة أدّت أيضا الى ارتفاع سعر الذهب بحدود عشرين بالمئة خلال عام 2024 والذي يعتبر ارتفاعا جنونيا.
وأشار، الى التذبذب المتكرر في أسعار الذهب مفسرا ذلك بأنه ناتج عن عملية جني أرباح من قبل المستثمرين الذين يقومون بعمليات بيع، او نتيجة تقارير امريكية تتعلق بأسعار الفائدة والبطالة وثقة المستهلكين.
واوضح الديب، أن سعر الذهب محليا مرتبط بالسعر العالمي، مشيرا الى الصلة الوثيقة بين الأردن وما يجري في فلسطين وغزة والتأثر الكبير به ما انعكس على سلوك المواطنين بالعزوف عن شراء الذهب والتريث بانتظار ان تهبط أسعاره قليلا، أما العرض فهو متوسط من قبل المستثمرين الذين وجدوا في الاسعار غير المسبوقة للذهب فرصة لبيعه وتحقيق أرباح ليظهر السوق المحلي في حالة من الترقب وعدم اليقين.
وأضاف أن المؤشرات العالمية والخبراء الاقتصاديون يتوقعون مزيدا من الارتفاع لسعر الذهب وخصوصا في حال بدأ تخفيض سعر الفائدة الامريكية ونظرا لاستمرار عدم الاستقرار المستمر في منطقة الشرق الاوسط.
من جهته، قال التاجر محمد الحروب، إن الارتفاع في أسعار الذهب عالميا بات جنونيا، لا سيما في ظل الحروب القائمة سواء بين روسيا واوكرانيا وحرب غزة في منطقة الشرق الأوسط والتوترات السياسية المستمرة في المنطقة بالإضافة إلى توجه الصين الى شراء كميات كبيرة من الذهب كملاذ آمن يعطي ثقلا اقتصاديا.
وأشار، إلى الركود الكبير في السوق المحلية سواء من المواطنين والمستثمرين على حد سواء، منوها الى حالة الترقب والحذر الشديدين بهدف الحصول على سعر أفضل بالنسبة للمستثمرين وأقل بالنسبة للمواطنين ما جعل موسم الصيف والمناسبات كالزواج موسم باهت بشكل غير مسبوق.
وتابع ” أن هذا الركود أثر أيضا على التجار من حيث توفيرهم للمزيد من الموديلات الجديدة وزيادة العرض كنتيجة بديهية لانخفاض الطلب، مشيرا إلى الضغوطات الواقعة عليهم من الالتزامات المادية في ظل انخفاض السيولة النقدية الناتجة عن هذا الركود الشديد.
يذكر أن سعر الذهب لعيار 21 الأكثر طلبا عند المواطنين قد وصل الى اليوم الى 49 دينار في حده الأعلى في الآونة الأخيرة تبعه انخفاض ليصل إلى 47.8 دينار للغرام الواحد
فهل يستمر المعدن الأصفر بهذا الارتفاع المتطرد والتذبذب المقلق عالميا ومحليا؟! أم أنه سينخفض لينتعش السوق العالمي والمحلي من جديد!!
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=39567