ضمن المؤتمر العلمي الدولي الذي تعقده جامعة آل البيت تحت اسم “المفرق التراث الثقافي ومحيطها البيئي – مقصد سياحي عالمي” وبحضور سمو الأميرة دانا فراس -رئيسة إكوموس الأردن وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي- قدم الفنان الفوتوغرافي والرحالة عبد الرحيم العرجان مشاركته ببحث علمي تحت عنوان “المسارات الدولية والفرص المتاحة في البادية الأردنية”.
حيث تناول فيه الفرص المتاحة للمسارات وسياحة المغامرة التي من الممكن إقامتها وتتوافق مع الشروط والمعايير الدولية، والمبية لاحتياجات مرتاديها من تاريخ، وطبيعة وتراث ومجتمع. وقد تمت الدراسة بناءًا على دراسة ومقارنة اتخذ معيار نجاحها الاستبيان، إضافة إلى المشاهدة والتحليل والاستنباط لدرب الأردن، ودرب الجبل اللبناني، ومسار سانت كاترينا بمصر، ودرب مناسلو الذي وصل فيه لقمة لاركا باس 17200 قدم في جبال الهاملايا.
وقد قسّم العرجان في دراسته نشاطات المغامرة الأساسية التي الممكن تطبيقها على المسارات وتجريبها على أرض الواقع، ومن ضمنها؛ المسير والترحال الراجل، التسلق الجبلي والانزالات، الاستكشاف والخلوة، القفز المظلي والرياضات الجوية، قيادة الدراجات النارية على الطرق الريفية بنوعيها ثنائية العجلة أو رباعية، ومن الممكن أن يرافقها عدد من النشاطات التكميلية، وتشمل؛ الرصد الفلكي، تتبع الطيور المهاجرة، التأمل، وتجربة حياة البادية.
ولتميز الأردن في الموقع المتوسط لقارات العالم، التكلفة المعتدلة، توفر عنصر الأمن والسلامة، والبنية التحتية لشبكات الطرق للنقل والإخلاء، وتنوع المشاهدات من تاريخ وإرث حضاري، وجيولوجيا، وطبيعة وحياة فطرية وأقاليم مناخية مختلفة وقبول المجتمع المتعدد الثقافات والأطياف للزائر السائح الذي يوفر كادر مؤهل من الأدّلاء السياحيين، ومقدمي خدمة الطعام والشراب والإيواء والنقل وغيرها من الخدمات.
ويستفيد من عوائد هذه السياحة المتخصصة شريحة كبيرة من المجتمع، بدءًا بالدولة عبر رسوم المعابر وتأشيرات الفيزا والضرائب المباشرة والغير مباشرة، وشركات النقل، والأدلاء والمساعدين، وبدل أجور النقل والتزويد والإخلاء في البادية، ومقدمي الدعم اللوجستي والإيواء، وشركات التأمين عبر إلزامية التأمين بالإضافة للحرف اليدوية التي تعود بعوائدها على الأفراد والجمعيات ومحلات البيع إلى جانب صانعي المحتوى من كتّاب ومطابع نشرات وشركات التطبيقات الخلوية المعنية بترسيم المسارات الإلكترونية وأماكن المتوضع والمصورين.
أما المسارات تم تقسيمها إلى ثلاثة فئات من حيث درجة الصعوبة والممارسة والمسافة، فمسار قصر برقع، وجبل الاريتين، أم الجمال، جاوة، والمصائد التاريخية، قصر وسد باير، والضاحك، ووادي البطم، ومن قصر عمرة إلى الخرانة، وقصر الصخيم، وجبل طويل شهاق، والثليثوات، ووادي السرحان، وسور شبيب، وجبل قرما، ووادي راجل، وجبال مايتلاند ميسا، والشميسانيات، وشق العجوز، ومعصق التيس، ووادي الصبحي، حيث تتميز بالعمق التاريخي، والتنوع الجيولوجي والحياة الفطرية والطبيعية ومعظمها أماكن بكر لم تطرق سابقاً على الخارطة السياحية أو تتداولها وسائل الاعلام.
ولتحقيق ذلك يتوجب تطوير وتحديث التشريعات والانظمة ذات العلاقة، وتدريب أدلاء محليين ومنحهم رخص مزاولة، وتبني مشاريع رياديه لأهالي المناطق من قبل القطاع العام، وفتح باب الشراكة مع أصحاب الخبره من القطاع الخاص “المحلي والدولي”، وترسيم المسارات حسب المعايير الدولية المتعارف عليها، وتدريب المجتمع المحلي على تقديم الخدمات اللوجستيه من نقل، إيواء، خدمة الطعام والشراب، وإعادة إحياء مشغولات يدوية وتراثية تتناسب مع روح العصر ويمكن استخدامها أو ترويجها بشكل أمثل عن طريق المشاركة في المعارض الدولية ذات الاختصاص، ودعم الرحالة المحليين لزيارة المواقع، ودعوة الرحالة الدوليين من ذوي السمعه لعيش التجربة، ودعم الكُتّاب ودور النشر لانتاج مطبوعات ذات اختصاص بعدة لغات، ودعوة الإعلام المحلي والدولي لزيارة المسارات، بالاضافة إلى دعوة شركات الانتاج الفني والسينمائي لتصوير الأماكن والمواقع المهمة، والاستفادة مما ذكره الرحالة والمسشترقين والشخصيات العالمية في المراجع، ودعم وخلق رحالة أردنيين وتفريغهم ليكونوا سفراء في الأردن والخارج، وتنظيم مؤتمر سياحي مختص بشكل دوري، واستضافة مؤتمرات وورش عمل للاتحاد الدولي للسياحة والمغامرة وتنظيم مسابقات دولية، وإشهار جائزة مختصة بهذا المجال تُمنح حسب معايير التميّز.
كما طرح العرجان تجربة نيبال في هذا المجال، وكيفية توظيف تجربة متسلقها المحلي “بورجا” الذي دخل كتاب جينس بأكبر عدد تسلق لقمة ايفيرست، وأصبح مثلاً يحتذى به ومتابع بشكل كبير، فدعموا كتابه الذي ترجم للعديد من لغات العالم والذي يحرص على اقتنائه الزوار والمهتمين ليكون اسمه ماركة عالمية لمنتجات المسير والتسلق، والتذكارات بأعلى المواصفات والمقايس، إضافةً لذكره أهمية انشاء منظمة معنية بالتدريب الاحترافي لمقدمي الخدمة، والمهتمين بهذه الأنشطة واضافة عنصر جديد مشوق عليها وهو القفز المظّلي إلى الجبل.
عبد الرحيم العرجان مدير شركة قدرات وفنان فوتوغرافي، حيث تناول الإرث الإنساني في أعماله ومعارضه المحلية والدولية، وحاز على عدد من الجوائز، ودعم العديد من المبدعين وأنشئ مجلته الفوتوغرافية الالكترونية “عرجان”. وهو رحالة؛ فقد طاف عدد من الدول ووصل لقمة لاركا باس وأنابورنا في جبال الهاملايا حاملاً الراية الهاشمية ورسالته الوطنية “من بداية التاريخ إلى أعالي الجيولوجيا”.
ومنذ ثلاثة سنوات عكف على كتابة سلسلة مقالات مسارات، والتي يتم نشرها في الإعلام ، ويهدف العرجان الي زيادة وعي القارئ بضرورة زيارة أماكن جديدة في الأردن قد تكون غابت عن البال أو لم تتناول في الإعلام، كما أصدر كتابه – مسارات “المسير والترحال في الأردن”.
وهو عضو اللجنة الوطنية العليا للثقافة والفنون والتراث، وعمل على التوعية وحماية آثار الدولمنز عبر مبادرته التي أثرت على أرض الواقع. وقد قدم عدد من الأوراق العلمية في مجال التراث، والثقافة والفنون والسياحة.
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=2356