بعد مرور أكثر من أسبوعين على إطلاق وزارة الطاقة والثروة المعدنية منصة متخصصة بعرض الفرص الاستثمارية المتاحة، أكد خبراء أهمية عامل الترويج لمثل هذه المنصات بهدف تعريف المستثمرين المحتملين بوجودها.
وبين هؤلاء ضرورة أن تكون هذه المنصات مبنية على تكنولوجيا متينة وسهلة الاستخدام، لضمان التفاعل من قبل المستثمرين وتحديث البيانات بشكل مستمر وتقديم تقارير دورية تعزز استمرارية هذه المنصات.
وأعلنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية عن إطلاق منصة الفرص الاستثمارية، نهاية الشهر الماضي، في مجال الثروات المعدنية والبترول والغاز والصخر الزيتي عبر المنصة الإلكترونية invest.memr.gov.jo.
وقالت المستشارة في قطاع الطاقة رانيا الهنداوي “إن أهمية هذه المنصات تأتي من دورها في الترويج للمشاريع المتاحة للدخول فيها بشراكة مع الحكومة أو الاستثمار الكلي من القطاع الخاص ومستثمرين لا يعرفون وجودها في المملكة”.
وأشارت الى أن الفرص المتاحة على هذه المنصات تكون في الغالب لمشاريع أعدت لها الحكومة في وقت سابق دراسات جدوى بينت إمكانية أن تكون ذات أهمية وعائد، فعلى سبيل المثال، تقدم المنصة الخاصة بالتعدين عرضا عن فرص في خامات متوافرة في المملكة تم التوصل اليها بناء على دراسات جيولوجية ومتخصصة في وقت سابق، وتم تقسيم المملكة إلى مواقع بناء على هذه الدراسات ليتم بعدها فتحها للاستثمار كل وفقاً للخامات المتوافرة فيها.
غير أنها أكدت أهمية الترويج لوجود هذه المنصات لتعريف المستثمرين المحتملين بوجودها، سواء من خلال المواقع الإلكترونية للوزارات أو السفارات وحتى في المطارات والإعلانات في الشوارع الرئيسية.
ومن المهم أيضا، وفقا للهنداوي، أن تكون هذه المنصات سهلة الاستخدام والتصفح وتحتوي على معلومات يمكن أن تخطر ببال من يرغب بخوض هذه الفرص وربطها مع كل الجهات ذات العلاقة وبيان كل القوانين والتشريعات الناظمة للعملية الاستثمارية واحتياجاتها.
ويشار إلى أن هذه المنصة هدفها، بحسب ما هو معلن من قبل الحكومة، هو تمكين المهتمين بالاستثمار من الاطلاع على أماكن تواجد هذه الفرص من خلال الخريطة التفاعلية التي تبين أماكن تواجد الخامات مرفقة بالتقارير الفنية حولها، كما تمكنهم من التقدم بطلب للاستثمار إلكترونيا حسب نظام مشاريع استغلال البترول والصخر الزيتي والفحم الحجري والمعادن الاستراتيجية رقم (76) لسنة 2020.
كما توفر منصة الفرص الاستثمارية في الثروات المعدنية و البترول و الغاز و الصخر الزيتي الإلكترونية.
وقال المستثمر في القطاع د.فراس بلاسمة “إن المنصات الحكومية حول التعدين والاستثمار في الأردن تعد أداة مهمة لتعزيز الشفافية وتوفير فرص للمستثمرين، كما تساعد هذه المنصات في توفير معلومات شاملة حول المشاريع والفرص المتاحة، مما يسهم في جذب استثمارات جديدة”.
وأضاف بلاسمة “أن هذه المنصات يجب أن تكون مبنية على تكنولوجيا قوية وتوفير واجهة سهلة الاستخدام لضمان تفاعل فعال من قبل المستثمرين وأن يكون هناك تحديث مستمر للبيانات وتقديم تقارير دورية لتعزيز استمرارية المنصات وتحفيز الثقة من قبل المستثمرين”.
وأضاف أيضا “بشكل عام، تلعب هذه المنصات دورا حيويا في تعزيز فهم المستثمرين للبيئة التعدينية والاقتصادية في الأردن، وبالتالي تعزيز جاذبية البلاد للاستثمارات الوطنية والدولية، إذ تعد المنصات الحكومية حول التعدين ومنصة “استثمر في الأردن” ذات أهمية كبيرة في توفير معلومات شافية وفرص للمستثمرين، وهي تسهم في تقديم نظرة شاملة عن المشاريع والفرص المتاحة في القطاع التعديني، مما يعزز جاذبية الأردن كوجهة استثمارية”.
كما تقدم للمستثمرين نظرة دقيقة حول المشاريع والتحديات المحتملة، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة.
وبالتالي، تلعب دوراً حيوياً في جذب الاستثمارات من قبل الشركات والمستثمرين، وتعزز بناءً على ذلك النمو الاقتصادي في المجتمع.
وحول ما إذا كان هناك تداخل أو تعارض بين المنصات المطروحة لتعزيز الاستثمار في قطاع الثروات، أكدت مصادر في وزارة الطاقة والثروة المعدنية عدم وجود تعارض بينها.
وقالت الوزارة، في ردها على أسئلة “الغد”، إن المنصة التي أطلقتها وزارة الطاقة والثروة المعدنية هي منصة فنية توفر للمستثمر تفاصيل فنية عن الفرص الاستثمارية المطروحة من خلال التقارير الموجودة المتوفرة على المنصة، كما أنها تمكن المستثمرين من تقديم الطلب المباشر للاستثمار، وبالتالي فهي منصة تكاملية مع منصة “استثمر في الأردن”.
كما بينت الوزارة، أن الفرص الاستثمارية التي تم طرحها في المنصة جاءت بناء على دراسات فنية قامت بها الوزارة من خلال وحداتها التنظيمية المختصة بالثروات المعدنية.
وقال الخبير الاقتصادي د.حسام عايش “إن المنصات تعد إحدى أدوات الترويج الاستثماري للتعريف بالفرص المتاحة، وهنا تأتي أهمية مركزية هذه المنصات لتوحيد المرجعية وتوفير وقت وجهد البحث على المستثمرين”.
كما بين عايش ضرورة عدم تكرار الفرص المعروضة، وأن يكون تنفيذها ممكنا والمعلومات المعروضة عنها سواء من حيث العائد الاقتصادي والمخاطر والاستخدامات والعوامل الداعمة، وكذلك عرض التصنيف الائتماني للأردن.
وشدد عايش على عنصر آخر مهم في عملية الترويج الاستثماري، وهي إعداد قائمة بالمستثمرين الحاليين والمحتملين سواء كانوا أفرادا أو شركات للتواصل المستمر معهم لعرض الفرص المستجدة ومميزات ومعلومات الاستثمار فيها.
يشار إلى أن الوزارة أطلقت في آخر يوم من العام الماضي، منصة الفرص الاستثمارية في الثروات المعدنية والبترول والغاز والصخر الزيتي invest.memr.gov.jo؛ إذ قالت الوزارة في ذلك الوقت “إن هذه المنصة تأتي انطلاقا من الأهمية الكبيرة لقطاع التعدين ومساهمته كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني وتصنيفه ضمن محرك الصناعات عالية القيمة في رؤية التحديث الاقتصادي”.
الغد
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=32598