تمتلك مدينة البترا التي صنفت من عجائب الدنيا السبع قبل 17 عاما مزيجاً فريدًا من التاريخ والثقافة والسياحة وتتميز هذه المدينة القديمة بتاريخها الممتد لما يقرب من 3 آلاف عام، ما جعلها تحفة فنية جميلة على مستوى العالم.

وتتميز المدينة القديمة بآثارها التاريخية والثقافية الفريدة والمشهود لها من مختلف أنحاء العالم وتشتهر بالخضرة الطبيعية النادرة والرائعة.

وتمثل البترا مثالا حيا على الثقافة العربية الحضارية القديمة التي جاء بها العرب القدامى ما جعلها مقصدا لملايين السياح من مختلف دول العالم في السنوات الماضية من أجل الاستمتاع بهذه المدينة الفريدة والقيمة والذي يحتضنها قلب الأردن.

وفي مناسبة الذكرى 17 لإعلان البترا من عجاب الدنيا السبع أضاءت سلطة إقليم البترا التنموي السياحي على امتداد المسار الرئيسي للمدينة الوردية مركز الزوار مرورا بالسيق، والخزنة، والمدرج، وصولاً للمحكمة؛ احتفالا بالذكرى 17 لاختيار مدينة البترا واحدة من عجائب الدنيا الجديدة، ورافق ذلك عروض فلكلورية وفرق شعبية في منطقة الشارع السياحي ووسط مدينة وادي موسى مساء الأحد.

وتضمن الاحتفال إضاءة معالم مختارة من البترا مثل الخزنة والمدرج والمحكمة بشكل مباشر من الداخل والخارج، وعرض إضاءة لعجائب الدنيا المرافقة لمدينة البترا، وتشكيل الرقم 7 أمام الخزنة.

وكانت سلطة إقليم البترا وجهت دعوة لوزير السياحة والآثار مكرم القيسي وعدد من سفراء الدول الأجنبية التي تعد من الأسواق الرئيسية للسياحة إلى الأردن، إضافة إلى مدير منظمة عجائب الدنيا السبع جون بول دي لافونتي؛ لإطلاعهم على ما تتمتع به المنطقة من مقومات سياحية مميزة ونقل الصورة إلى بلدانهم.

وأكد رئيس مجلس مفوضي إقليم البترا فارس بريزات أن الاحتفال بالبترا كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة هو أمر اعتادت عليه المدينة، ويأتي ضمن اهتمام السلطة بتطوير المدينة سياحياً وتسويقها محلياً وعربياً وعالمياً، عن طريق تطوير جانب الخدمات السياحية في منطقة البترا من خلال وضع المسارات السياحية واللوحات الإرشادية وتدريب موظفي السلطة لتقديم أفضل الخدمات للزائر وحماية الموقع.

ولفت البريزات إلى أن السلطة لديها خطة متكاملة للنهوض بالمنطقة في جميع الجوانب، وتعمل مع جميع الشركاء لتسويق البترا بالشكل الأمثل وتخفيف معاناة القطاع السياحي الناتجة عن انخفاض أعداد السياح جراء الحرب على قطاع غزة.

من جانبه، قال مدير منظمة عجائب الدنيا السبع الجديدة جون بول دي لافوينتي إن البترا تمثل شريكاً أساسياً في تعزيز التنمية العالمية وتلعب دوراً حيوياً في تعزيز التجارب السياحية والثقافية على مستوى العالم، وأن الاحتفالية التي نفذتها السلطة ستزيد من تسويق المدينة الوردية على مستوى العالم بالتعاون مع منظمة عجائب الدنيا السبع الجديدة.

يذكر أن مدينة البترا قد أُدرجت على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985 لتكون بداية الانطلاق نحو العالمية لتتوج عام 2007 واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، بعد أن دخلت في تنافس مع أكثر من 21 موقعا عالميا، وأصبحت ثاني عجائب الدنيا، ونظراً لمكانتها وتميزها بالعديد من المعالم الفريدة أصبحت الوجهة السياحية الأبرز للعديد من المشاهير والسياح، وهي اليوم رمز الأردن الأول، وأكثر الأماكن جذبًا للسياح على مستوى المنطقة والإقليم.

ومنذ العام 2007 مرت البترا بمراحل متفاوتة من ازدياد وانخفاض أعداد السياح، تبعا للأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تلعب دورا مهما في تنشيط قطاع السياحة، وشهدت منذ عام 2018 ارتفاعاً كبيراً في أعداد السياح، واحتفلت بالمليون زائر لأول مرة عام 2019، لكن سرعان ما انخفضت أعداد السياح في عام 2020 بسبب جائحة كورونا، لتعود في عام 2023 لتتجاوز المليون زائر للمرة الثانية في تاريخها إلا أن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة خلّفت معاناة للقطاع السياحي بالبترا وانخفضت أعداد الزوار بشكل كبير.

بترا