الكاتب: تالا العطيات / مركز زها الثقافي خلدا
أصبح العالم الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث أحدثت تقنيات التواصل والمعلومات تحولات هائلة في مجالات مختلفة، إلا أن هذا التحول لم يأتِ دون تحديات، واحدة من أبرز هذه التحديات هو موضوع الأمن السيبراني، الذي يُعَدّ أمرًا حيويًا لضمان سلامة وخصوصية معلوماتنا وبنية تحتية للإنترنت.
والأمن السيبراني هو مجموعة من الإجراءات والتقنيات التي تهدف إلى حماية الأنظمة والشبكات الرقمية من التهديدات والهجمات الإلكترونية، وتشمل هذه التهديدات الفيروسات الإلكترونية، والبرمجيات الخبيثة، والتصيّد الإلكتروني، والاختراقات، والهجمات الضارة، والتجسس الإلكتروني.
وتأتي أهمية الأمن السيبراني في عالم التكنولوجيا الرقمية في العديد من الأمور المهمة للأشخاص والمؤسسات، مثل: حماية المعلومات الحساسة: إذ يحتوي العالم الرقمي على كم هائل من المعلومات الحساسة والخاصة، مثل: المعلومات والبيانات للشركات والمؤسسات والأفراد، حيث يساعد الأمن السيبراني في حماية هذه المعلومات من التسريب والاختراق.
وأيضًا، ضمان استمرارية الأعمال: ففي حالة وقوع هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية للشركات أو المؤسسات، يمكن أن تتسبب في توقف أعمالهم، وخدمات الأمن السيبراني تساهم في تقليل هذا المخاطر والحفاظ على المعلومات والبيانات وضمان استمرارية الأعمال.
وكذلك، حماية البنية التحتية الحيوية: حيث تعتمد العديد من القطاعات الحيوية، مثل: الطاقة والماء والنقل على الأنظمة الرقمية، والهجمات السيبرانية على هذه البنى التحتية يمكن أن تكون مدمرة، وتساهم في توقف هذه الخدمات وتدميرها تقنيًا، والأمن السيبراني يهدف إلى تأمين هذه القطاعات الحيوية.
ويواجه الأمن السيبراني العديد من التحديات التي تحاول اختراقه وتوقفه وتدمير البنى التحتية الإلكترونية التقنية، مثل: تطور التهديدات الهجومية على المنظومات التقنية: حيث يطور المهاجمون باستمرار تقنيات وآليات هجومية ويبتكرون طرقًا جديدة للهجمات، مما يجعل من الصعب مواكبة هذا التطور باستمرار.
بالإضافة إلى، قلة الوعي الأمني : العديد من المستخدمين ليس لديهم الوعي الكافي بأهمية الأمن السيبراني، مما يزيد من فرص نجاح الهجمات. ونقص المهارات: إذ يوجد نقص في المهارات والخبرات في مجال الأمن السيبراني، مما يؤثر على القدرة على التصدي للتهديدات بشكل فعال.
والأمن السيبراني موجود في جميع أنحاء العالم ويشمل مجموعة واسعة من القطاعات والمؤسسات التي تعتمد على بنية تحتية تقنية في عملها، حيث يعمل الأمن السيبراني على حماية الأنظمة الرقمية والمعلومات الحساسة في مختلف المجالات والمواقع، مثل: الشركات والمؤسسات، والحكومات، والقطاعات الحيوية، ومراكز البيانات، ويمكن أيضًا أن تكون موجودة لدى مستخدمي الإنترنت من الأفراد، وذلك لضرورة حماية حماية بياناتهم الشخصية.
ختامًا، يجب أن يُعَدّ الأمن السيبراني أمرًا لا غنى عنه في عصرنا الرقمي، حيث تعتمد سلامة البيانات والمعلومات والبنى التحتية على الجهود المشتركة للأفراد والشركات والحكومات للحفاظ على بيئة رقمية آمنة وموثوقة، ولا ننسى أنه كلما زاد التطور الإلكتروني، كلما زادت أهمية للأمن السيبراني.
صحيفة زها الإلكترونية
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=45950