أطلقت وزارة الصحة، الخميس، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ للأعوام 2024-2030 و”خطة العمل المنبثقة عن الاستراتيجية للأعوام 2024-2026″ وذلك بدعم من منظمة الصحة العالمية، بحسب بيان للوزارة.
ويأتي ذلك، استجابةً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني لمواجهة خطر التدخين وأهمية تطبيق قانون الصحة العامة في محاربة التدخين خاصة بين الشباب.
وأطلق الاستراتيجية مندوبا عن رئيس الوزراء بشر الخصاونة، وزير الصحة فراس الهواري بحضور سمو الأميرة دينا مرعد وعدد من المسؤولين الرسميين ومؤسسات المجتمع المدني وممثلين عن المنظمات الدولية في الأردن.
وقال الهواري “إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ للأعوام 2024-2030 يأتي ترجمة للتوجيهات الملكية، حيث قامت وزارة الصحة بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن بإعداد الاستراتيجية وخطة العمل، وذلك بمشاركة ممثلين من الجهات المعنية بما في ذلك الوزارات المختلفة والمنظمات غير الحكومية وخبراء دوليين من منظمة الصحة العالمية، بحيث تعتبر الاستراتيجية المنبثقة خارطة طريق عملية، مستندة إلى الأدلة، ومتناسبة مع السياق الأردني”.
وبين أن توجيهات جلالة الملك شكلت دافعا قويا لجميع الجهات من الوزارات والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، لتعزيز عملها الجماعي بالتعاون مع المنظمات الدولية الشريكة وتسخير الخبرات المتوافرة لديها، لاتخاذ الإجراءات الهادفة لمكافحة التدخين وإنفاذ قانون الصحة العامة من أجل الاهتمام بصحة الفرد والمجتمع، وحماية الأطفال واليافعين من مخاطر التدخين في الأردن.
وأكد الهواري أهمية وضرورة تكثيف العمل بجد ومسؤولية لتنفيذ ما ورد في هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى التحديات التي يواجهها الأردن نتيجة ارتفاع أرقام التدخين، إذ تشير هذه الأرقام إلى ارتفاع معدلات تعاطي التبغ في الأردن؛ “سواء للسجائر العادية أو السجائر الإلكترونية أو الأرجيلة”.
واعتبر هذا الارتفاع “مؤشرا خطرا على صحة المجتمع، وبشكل خاص بين الطلبة، حيث بينت نتائج دراسة المسح العالمي بين الشباب GYTS لعام 2014 أن 24% من الطلاب يتعاطون إحدى منتجات التبغ، بنسبة 33.9% من الذكور، و13.8% من الإناث”.
وأشارت دراسة المسح الوطني التدريجي عام 2019 أن 42% (أي ما يقارب 3 ملايين) من الأردنيين فوق سن 18 عاما يدخنون السجائر التقليدية، كما أن أكثر من 9% منهم يدخنون السجائر الإلكترونية، ويتوقع أن تكون نسب انتشار التدخين قد ارتفعت أكثر؛ نظرا لانتشار استخدام الأرجيلة والسجائر الإلكترونية والجديدة.
وبيّن أن منظمة الصحة العالمية صنفت الأردن ضمن 6 بلدان فقط في العالم لا يزال يتزايد فيها تعاطي التبغ.
ويحتل التدخين مرتبة عالية على سلم أولويات الأسر الأردنية، بكونه ثاني أعلى بند في الإنفاق بعد اللحوم والدواجن، ليقتل بذلك أكثر من تسعة آلاف فرد سنويا، أكثر من نصفهم وفيات مبكرة دون عمر 70 عاما، ناهيكم عن أن المتوسط السنوي لإنفاق الأسر الأردنية على منتجات التبغ يقدر بنحو خمسمئة وأربعين دينارا سنويا.
هذا وترتفع نسبة الإصابة بأنواع السرطانات المختلفة بين المدخنين، مثل سرطانات الرئة والفم والحنجرة والمريء، فعلى سبيل المثال يصل خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى 20 مرة عند المدخنين مقارنة بغير المدخنين، بحسب وزارة الصحة.
وتشير بيانات السجل الوطني للسرطان خلال الأعوام 2008 إلى 2022، إلى أن سرعة تزايد أعداد السرطانات المرتبطة بالتبغ تبلغ 164% ضعف سرعة تزايد أعداد السرطانات غير المرتبطة بالتبغ، كما تشير المسوحات العديدة التي أجريت لانتشار التبغ إلى أن نسبة انتشار التدخين بين البالغين الأردنيين ازدادت من 25% في 2004 إلى 42% في 2019، بمتوسط زيادة سنوية بلغ 3.7%. ويعد التدخين أحد عوامل الاختطار للإصابة بالأمراض المزمنة بما فيها ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وتم تحديد الأطر العلمية والعملية التي بنيت عليها الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين بكافة أشكاله، حيث تم مراجعة خطط العمل وبروتوكولات وسياسات مكافحة التدخين، وحددت الأولويات المبنية على الدراسات الوطنية حول انتشار هذه الآفة، وبما يتوافق مع التزام الأردن بتنفيذ بنود الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، حيث يعتبر الأردن أحد أوائل الدول في منطقة شرق المتوسط الذي انضم إلى الاتفاقية الإطارية في عام 2005، وبناء عليه أدخل في عام 2008 العديد من أحكام مكافحة التبغ من خلال قانون الصحة العامة رقم (47) وتعديلاته، منها وضع قيود إعلانية على أشكال وسائل الإعلام التقليدية، وفرض ملصقات تحذيرية بيانية على جميع منتجات التبغ، وسن تشريعات ملزمة بالأماكن العامة لتكون خالية من التدخين بأشكاله كافة.
وتهدف هذه الاستراتيجية وخطة العمل المرافقة لها، إلى زيادة الوعي وحشد الإرادة السياسية والالتزام الوطني بمكافحة التبغ، باعتباره أولوية أساسية للصحة العامة لمواجهة تفاقم نسبة الإصابة بالأمراض غير السارية، وتأثير التبغ السلبي على كل من الأطفال والأمهات والحوامل والفئات المستضعفة.
وتوفر خطة العمل الكيفية التي سيتم اتباعها للتصدي بفعالية لوباء التبغ في الأردن على مدى السنوات الثلاث المقبلة (2024-2026)، وتتضمن أدلة جديدة يمكن من خلالها تسليط الضوء على أفضل الممارسات المتبعة في مكافحة التبغ.
وكان مجلس الوزراء قد قرر في جلسته المنعقدة في 24 آذار 2024، اعتماد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين بجميع أشكاله للأعوام (2024 – 2030)، وخطة العمل الوطنية المنبثقة عن الاستراتيجية للأعوام (2024 – 2026) ممثلة بذلك التزامًا وطنيًا على أعلى مستويات القيادة، يجسد جهدا وطنيا موحدا لمعالجة أحد أكثر التحديات الصحية العامة إلحاحا في يومنا هذا.
ويأتي إطلاق الاستراتيجية وخطة العمل تزامنا مع احتفاء الأردن والعالم أجمع باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ تحت شعار “الشباب ينهضون ويرفعون صوتهم” بحيث شكل هذا اليوم منبرا للشباب في العالم ليحثوا الحكومات على حمايتهم من أساليب التسويق المخادعة الشرسة التي تمارسها صناعة التبغ التي تستهدف الشباب لتحقيق أرباح مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان.
وفي كلمتها خلال حفل الاطلاق قالت الدكتورة جميلة الراعبي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن “إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ يمثل خطوة هامة نحو تحقيق أهداف الصحة العامة في الأردن، ونحن نثمن جهود الحكومة الأردنية والشركاء في تطويرها وذلك بناءً على أسس الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ “.
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية تؤكد التزامها ودعمها المستمرين للعمل بشكل وثيق مع الحكومة الأردنية والشركاء والمجتمع المحلي والشباب لتكثيف الجهود في سبيل التصدي لمخاطر تعاطي التبغ، وذلك تماشيا مع التزام المنظمة طويل الأمد منذ مصادقة الأردن السبّاقة على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في عام 2004، والتي تُعدُّ علامة فارقة في مسيرة مكافحة التبغ بأشكاله.
المملكة
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=40178