يرى الفنان الأردني عاكف نجم، أن الفنان رغم كل ما يتميز به من موهبة وتفان في عمله عليه أن ينحت في الصخر لإبراز وجوده وحضوره، منوهاً إلى دور نقابة الفنانين الأردنيين وسعيها الدؤوب لإيصال صوت الفنانين إلى المعنيين في الحكومة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، لأن الدراما هي الواجهة الحقيقية لرقي ونماء المجتمعات وهي الصوت الأسرع في تسويق فكر الدولة وروحها.
ويضيف أن الفنانين الأردنيين هم دائماً جنود مجهولون في إبراز هوية الوطن وإيصاله لكل المحافل العربية والدولية المعنية بالفن والفنانين، معبراً عن أمله بأن تصل هذه الرسالة، وأن تتكاتف الجهود لإنصاف الفنان الأردني وإعادته إلى خريطة الدراما العربية ليتنافس وينجح ويتألق، مما ينعكس على الأردن الغالي بالسمعة الطيبة التي طالما ميزته وستبقى تميزه.
وغاب الفنان عاكف نجم على شاشات التلفزة المحلية والعربية للمشاركة في ماراثون مسلسلات الموسم الرمضاني للعام الحالي، رغم أنه أنجز عملين هما: الأول (ذهب أيلول) من إنتاج مجموعة المركز العربي الإعلامية، ومن إخراج حماد الزعبي وبطولته إلى جانب عمار شلق من لبنان، ومرح جبر من سورية ونجوم أردنيين وعرب، والثاني (موكب في حضرة الغياب) بموسمه الثاني وهو من إنتاج طلة الأردن، ومن المتوقع عرضهما بعد الشهر الفضيل على الشاشات المتلفزة والمنصات الرقمية، على خلاف رمضان المنصرم، كان له حضوراً على شاشات التلفزة العربية من خلال مسلسل (الإمام) والذي قدم فيه شخصية الإمام الشافعي محمد بن إدريس والذي لاقى حضوراً وانتشارا واسعا.
وحول تأدية شخصية الإمام الشافعي، لا ينكر معاناته في تجسيدها، لأنها شكلت بصمة في وجدان المسلمين، وكانت مسؤولية كبيرة، يقول: “أعتقد أنني بذلت الجهد الكبير فيها، حتى رأيت نجاحها وانتشارها من خلال محبة الناس ومديحهم، وهذا شرف وفخر لي في مسيرتي الفنية”، معبراً عن شكره للمنتج والمخرج الكويتي محمد العنزي والمخرج عبدالباري أبو الخير لإعطائه هذه الفرصة المميزة.
وقال الفنان نجم “إن الفنانين الأردنيين تعودوا على أن يكون شهر رمضان موسماً للأعمال الدرامية التلفزيونية، وتنافسها، ولا يحبذ ذلك، مشيراً إلى أن الدراما حاجة يومية يجب ألا تقتصر على شهر معين، لكن هكذا جرت العادة، وبات هذا الشهر الفضيل موسماً للدراما بامتياز، وأنه يترك غصة في القلب كفنان أردني، أن يجد الأعمال الدرامية العربية تتصدر المحطات ومنصات العرض بكثرة وتنوع وإبهار في بعض أعمالها”.
وأعاد نجم تأكيد أن الدراما الأردنية التي ما تزال تتخبط في خضم شحها وقلتها وعدم الإيمان فيها سواء من المسؤولين عن المشهد الثقافي والفني والمعنيين في نمائها وتطورها والإقدام على إنتاجها وتقديمها كمؤسسات رسمية، ومنتجين خاصين رغم محاولات بعضهم، أو ربما أيضاً تقصير حقيقي من الفنان نفسه في عدم التصدي لأي أعمال هابطة لا سوية فيها، وهي أزمة حقيقية للدراما الأردنية، بحسبه، “كنا وما نزال نقول: إن تطورها وإحياؤها يستوجب إيمان المسؤولين فيها أولاً ودعمها من خلال قرار سياسي يضعها ضمن الأولويات، ثم تكاتف المعنيين والمؤسسات كافة لخلق أعمال منافسة تعكس مشاكلنا وأزماتنا ونلقي الضوء على إنجازاتنا وإيجابياتنا وأنه حلم سيبقى وسنبقى محكومين بالأمل في تحقيقه”.
وأشار في ختام حديثه إلى ما يشده ويبهجه في هذا الشهر الفضيل غير العبادات الملهمة، ونقاء الروح والنفس، الجمعات واللمات على موائد الإفطار للأهل والأقارب والأصدقاء، ربما لا تأتي في الأيام المختلفة على مدار العام، أو تكون شحيحة بحكم ظروف الحياة والعمل والسعي في مناكبها، ولكن في هذا الشهر الفضيل نتشارك تلك الموائد، وتكون صلة الرحم ظاهرة بارزة، وتعود بنا الذكريات إلى مختلف المحطات التي تشاركناها معا كعائلة وأقارب، ويكون الوقت في هذه التجمعات الروحية الإنسانية مميزاً نافعاً تهدأ فيه الروح من عناء الصراع مع ظروف الحياة. (الغد)
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=1385