ا.د إبراهيم الكردي/ كلية السياحة والفندقة..الجامعة الأردنية فرع العقبة
تعد صناعة السياحة في الوقت الراهن واحدة من أهم القطاعات الاقتصادية العالمية نموا وازدهارا ، وخاصة إذا ما علمنا الأثر المضاعف والقيمة المضافة العالية في تأمين العملات الصعبة، والتشغيل لقدرتها العالية في تحقيق التنمية المستدامة في الكثير من الدول التي تعتمد صناعة السياحة كمصدر للدخل الوطني، من هنا أصبح الارتقاء بمستوى الخدمات السياحية الملموسة وغير الملموسة من أهم عناصر نجاح جودة تقديم المنتجات السياحية.
تعد الأردن واحدة من أهم الدول في الإقليم التي تنتهج صناعة السياحة كمصدر هام للدخل الوطني وتوفير العملات الصعبة وخلق فرص عمل للشباب، مما يستلزم الوقوف على كافة مفردات تقديم منتج سياحي بمواصفات وجودة عالية، وعلى رأسها توفير بوابات دخول السياحة الدولية إلى الأردن، بما يشمله من معابر برية وبحرية وجوية، وتأهيل هذه البوابات بما يليق بالأردن من سمعة دولية مميزة وبما يتوفر من مقومات السياحة الحضارية والطبيعية التي تتميز بها الأردن.
المستعرض لواقع السياحة الأردنية يلاحظ التزايد المتسارع في حجم الحركة السياحية على الرغم من تواضع مستوى بوابات العبور السياحية، فمثلا تتطور الحركة السياحية بشكل واضح في البتراء في الآونة الأخيرة فقد وصل عدد السياح خلال النصف الأول من هذا العام إلى نصف مليون ومعظم هؤلاء السياح من الأجانب بنسبة 70% يأتون عبر ميناء البواخر في العقبة، والذي يعاني بشكل واضح من الطاقة الاستيعابية مما يفرض الحاجة للتوسع في البنية التحتية لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الحركة السياحية، وعلى الجانب الآخر تعد المطارات الأردنية المدخل الرئيسي للسياحة في الأردن مما يستلزم النهوض ببوابات هذه المطارات والتي تعد بمثابة الانطباع الأول الذي يتشكل لدى السائح ، لذا يجب العمل على النهوض ببوابات الأردن الجوية من خلال توفير بنية تحتية متطورة على غرار الدول المتقدمة سياحيا، فالطريق الواصل من جسر مادبا باتجاه مطار الملكة علياء في عمان ، أو الطريق المؤدي إلى مطار الملك الحسين في العقبة يحتاج الكثير من التنظيم والرعاية وتوفير المنصات الرقمية التي تحاكي المطارات الدولية واللوحات الإعلانية وحتى على الاقل رصف الطريق بشكل يليق ببوابات الأردن السياحية مما يستلزم التعاون بين ادارة المطار والجهات المحلية بشكل متناسق وتكامل.
تتصف بوابات العبور البرية للأردن بشريان حياة السياحة في الأردن، مما يستلزم توفير كل سبل تطوير جودة المنتج السياحي فيها وتوفير الأيدي العاملة المدربة المؤهلة لاستقبال السياح، إضافة إلى توفير كافة متطلبات التأشيرات الإلكترونية، وتوفير كافة الخدمات الخاصة بالطعام والشراب مما يستلزم تشجيع القطاع الخاص بالاستثمار في هذه المواقع بالمشاركة مع القطاع العام ، إضافة إلى توفير منظومة أمنية متطورة باستخدام كافة الوسائل التكنولوجية المتطورة.
ان تأهيل بوابات عبور السياحة إلى الأردن يعد من أهم القضايا الرئيسية في تطوير صناعة السياحة الأردنية مما يحتاج إلى تظافر كافة الجهود من كافة المؤسسات للعمل سويا في إنجاز المعايير العالمية بهدف خلق تنافسية للقطاع السياحي قادر على الاستمرار والنمو وإدخال تقنيات الأمن السيبراني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدوات نظم المعلومات الجغرافية والروبورت الرقمي وأجهزة الاستشعار عن بعد والمطبقة في إدارة وتطوير المعابر الجوية والبحرية والبرية. حيث يمتلك الأردن الجاهزية التكنولوجية المتطورة في هذه المجالات مما يفرض الاستعانة بهذه التقنيات في إدارة المعاير الحدودية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح ، وتوفير كل سبل الأمن والأمان.
نسخ رابط الخبر: https://almoather.news/?p=6003